جمال أسعد

شباب مصر والتحرك المنشود

الثلاثاء، 25 أكتوبر 2016 11:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

المطلوب الاحتكاك والحوار والإقناع والتعليم للشباب بحوار هدفه صالح مصر

 
تبدأ اليوم، بشرم الشيخ، فعاليات مؤتمر الشباب الذى سيستمر لثلاثة أيام، تحت رعاية رئيس الجمهورية، وذلك تتويجا لما سمى بعام الشباب عام 2016. دائما ما نقول «إن الشباب هم نصف الحاضر وكل المستقبل». وبالطبع فالشباب هم القوة الحية فى المجتمع، وهم الأداة الفاعلة فى التغيير وهم المؤشر الإيجابى للمشاركة. فالرئيس السيسى دائما ما يتحدث عن الشباب ويدعو لمشاركتهم ويلتقى بهم. نعم هناك تدريب وإعداد للشباب لتأهيلهم لتولى المناصب التنفيذية والسياسية. نعم هناك نسبة للشباب فى البرلمان و50% فى المحليات. وبالطبع وبحكم السن فالشباب هم القوة الضاربة دائما، سواء بالسلب أو بالإيجاب، وهذا حسب الإعداد والتثقيف ودرجة الوعى لدى الشباب، وهى التى تحدد اتجاه الحركة. فالشباب هم من شاركوا بفاعلية  وبقوة فى 25 يناير و30 يونيو. هم أيضا الذين شاركوا فى تخريب الوطن ومحاولة إسقاطه فى 28 يناير. هم من يمثل القلب واليد الباطشة للجماعات الإرهابية التى تقتل وتحطم وتحرق ولا تؤمن بالوطن. وهم أيضا الذين يقومون بدورهم فى بناء الوطن وتقدمه. هم القوة السياسية لمن يهدم وهم فى نفس الوقت ذات القوة فى البناء. فهل قمنا بكل إخلاص وحسب منهج علمى ورؤية واضحة لإعداد الشباب حتى يكونوا أداة للبناء الحقيقى؟ 
 
لقد تشرفت بأن أكون موجها سياسيا فى منظمة الشباب الاشتراكى فى ستينات وسبعينات القرن الماضى. وهنا لا نقول باستنساخ التجربة ولكن يمكن الاستفادة من التجربة فى مناحى كثيرة، خاصة فى ما يخص الانتماء للوطن فلمن لا يعرف ويأخذ موقفاً من التجربة الناصرية نقول إن المنظمة لم يقتصر دورها على إقناع الشباب بالاشتراكية أو بزعامة عبد الناصر فليس كل من شارك كان اشتراكيا أو ناصريا. ولكن ما نريده من التجربة هو إعداد الشباب سياسيا على أرضية الانتماء من مدخل الفكر وعن طريق الحوار الحر. وثقافيا بحضور المسرحيات والأفلام وتدريبهم على النقد والتقييم ورياضيا بإقامة الأنشطة والمسابقات الرياضية وحفلات السمر وتعلم كتابة المقال والشعر وعمل مجلات الحائط وكيفية إدارة الندوات والاجتماعات، والأهم هى الحياة المشتركة والأنشطة الجماعية التى تزيل الحواجز النفسية، وتعلى من القيم الإنسانية. ولا أدل على ذلك أن كل الكوادر والقيادات والزعامات السياسية وحتى الآن هم أبناء المنظمة. كما أن هذا كان يتوج بلقاء مع كبار المسؤولين لإدارة حوار صريح فى كل القضايا. نعم كان يجب أن تكون هذه هى مهمة الأحزاب فهى المكان الطبيعى لإعداد الكوادر السياسية ولكن لا نجد هذا لأنها جمعيات دفن موتى. 
 
نقول إن هذا الدور المفقود هو دور المؤسسات الدينية التى تربينا فيها على النشاط والوطنية. دور المدرسة فى إقامة أنشطة تعد وتكتشف المواهب، دور مراكز الشباب الخالية على عروشها وتؤجر مفروشة دور وزارة الثقافة وقصورها التى لا علاقة لها بالثقافة. دور العمل الأهلى الذى لا يبتغى غير وجه الله والوطن. هذا هو الدور المطلوب من خلال خطة حقيقية وقناعة ذاتية، وإيمان بالوطن وتقديراً للتحديات. فشباب مصر هم كل مصر فى الحقل والمصنع والمعمل والشارع. المطلوب هو النزول والاحتكاك والحوار والإقناع والتعليم لشباب مصر بحوار صريح شفاف لا يهدف إلا صالح مصر وكل المصريين.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة