شباب ورموز الثورة وضعوا مصلحة «مرسى» والجماعة الإرهابية فوق مصلحة مصر
بقليل من التفكير والتركيز فى محاولة إعادة قراءة وتقييم لكثير من الشعارات، والتبريرات التى اكتنفت ثورة 25 يناير، تكتشف أن حجم الكذب الفج الذى صاحب الثورة على وجه الخصوص، وما يطلق عليه ثورات الربيع العربى بشكل عام، لا حصر له.
والكذبة الأبرز التى روجها اتحاد ملاك ثورة يناير، ودراويشها، أن ثورة 25 يناير، سلمية، قادها شباب نقى، برىء، وأن جماعة الإخوان الإرهابية والجماعات التكفيرية سرقتها، وصدق عدد كبير من المصريين البسطاء والأنقياء هذا التبرير، رغم أن كل الشواهد تثبت أن قصة سرقة الثورة كذبة اقتربت من كذبة ملامسة السماء.
كيف نقول، إن جماعة الإخوان سرقت الثورة، وهم الذين حركوها؟! نعم، الثورة لم تسرق ولم ترُكب مثلما كنّا نعتقد جميعا، ولكن بقليل من التأمل والتفكير تكتشف أن كل المظاهرات خرجت من المساجد، أى أن التيارات الدينية وظّفت المصلين فى المساجد أيام الجمعة، للحشد والخروج فى مظاهرات صاخبة، ولم نرَ مظاهرة واحدة مثلا خرجت من معاقل الثوار والنشطاء والنحانيح، سواء من مقاهى البورصة أو «ريش» أو «التكعيبة».
وأتحدى أى شخص أن يشير لنا إلى مظاهرة واحدة خرجت بعيدا عن المساجد، سواء فى القاهرة أو الإسكندرية والسويس، فالمظاهرات خرجت من مساجد السيدة زينب ومصطفى محمود والعزيز بالله، والفتح، والسلام فى القاهرة، والاستقامة بالجيزة، والقائد إبراهيم فى الإسكندرية، وغيرها من المساجد فى المحافظات المذكورة سلفا.
إذن كيف لمظاهرات خرجت جميعها من المساجد، والبعض يحاول أن يؤكد أنها ثورة خالية من شوائب إعداد وتخطيط وتنسيق جماعات الإسلام السياسى، وعلى رأسها جماعة الإخوان الإرهابية التى كان أعضاؤها مخترقون كل الأحزاب والحركات الفوضوية، فاكتشفنا أن أسماء محفوظ ومحمد عادل وعبدالرحمن عز، على سبيل المثال لا الحصر، ينتمون للجماعة.
كما كان عبدالرحمن يوسف، ابن القطب الإخوانى الكبير «عبدالرحمن القرضاوى» أحد منظرى الثورة، وشاعرها المبجل، وفارسها الهمام، بجانب صديقه العزيز مصطفى النجار المتعاطف مع الجماعة، ووائل غنيم، وغيرهم من الأسماء التى تصدرت المشهد إبان الثورة «غير الميمونة».
ناهيك عن الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح الذى استطاع أن يخدع شباب الثورة النقى الطاهر، بتبنيه شعارات الثورة المدنية، وتنصله من الجماعة، وتناسى عمدا أنه أحد أهم القيادات الإخوانية، والطامح الأكبر لتولى منصب المرشد العام للجماعة، والمطرود من صفوفها شر طردة عام 2009، عندما تآمر عليه خيرت الشاطر ومحمد بديع ومحمد مرسى، وأسقطوه فى انتخابات مكتب الإرشاد، لعلمهم بطموحه الكبير لقيادة الجماعة، وأن لديه استعدادا أن يدفع أى مقابل فى سبيل تحقيق هدفه الأسمى.
بجانب أيضا، أبوالعلا ماضى وعصام سلطان، ومحمد عبدالمنعم الصاوى، الذى اكتشفنا جميعا أنهم متعاطفون مع جماعة الإخوان، وساندوهم ودعموهم، وأسسوا معهم ائتلافات، مثل ائتلاف دعم الشرعية، وتقسيم تورتة السلطة فى البرلمان والحكومة.
ولا يمكن لنا أن ننسى موقعتى «فيرمونت الأولى والثانية»، عندما وجدنا شباب الثورة ونخب العار، يناصرون الجماعة الإرهابية عينى عينك فى مؤتمر صحفى وأمام كاميرات الصحف والقنوات الفضائية، يهددون بحرق مصر فى حالة عدم فوز محمد مرسى فى انتخابات الرئاسة أمام منافسه أحمد شفيق، فى إعلان صريح أن مصلحة محمد مرسى والجماعة الإرهابية عندهم أهم من مصر.
ومن خلال هذا السرد المبسط واليسير، والاستعانة بعينة قليلة للغاية من الوقائع، تتأكد بما لا يدع مجالا لأى شك أن 25 يناير، ثورة إخوانية كاملة الدسم، منذ الشرارة الأولى التى انطلقت فى شكل خروج المظاهرات من المساجد، ومرورا باكتشاف انتماء قياداتها وتخفيهم فى صفوف فى الحركات الفوضية وعلى رأسها حركة 6 إبريل، ونهاية بالمؤتمرات والفعاليات الحاشدة لدعم الجماعة، واستحداث مصطلح «اعصر على نفسك ليمون واختار مرسى». ولك الله يا مصر...!!!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة