قال الدكتور والمحلل السياسى الإسرائيلى المعروف أيال زيسر، خلال تقرير له نشره بصحيفة "يسرائيل هايوم" الإسرائيلية،الثلاثاء، أن الشيعة باتوا على وشك السيطرة على "الهلال الخصيب" – سوريا العراق ولبنان – بعد الانتهاء من المعارك الدائرة حاليًا فى مدينة الموصل العراقية وحلب بشمال سوريا.
وأضاف المحلل الإسرائيلى، أن أنظار العالم تحولت فى الأيام الأخيرة من سوريا إلى العراق، من مدينة حلب إلى مدينة الموصل، التى تحاصرها قوات عراقية وكردية بغطاء جوى أمريكى.
وأضاف زيسر، أن الحرب المثيرة هى الحرب التى يديرها "الشيعة" فى العراق، وفى الواقع أيضًا نظام بشار الأسد فى سوريا، ضد العرب السنة فى "الهلال الخصيب"، موضحًا أن اللاجئين الهاربين بحشودهم من مدينة الموصل يعلمون بأن المعركة على هذه المدينة هى مرحلة أخرى على طريق تنظيف المنطقة كلها من الجمهور السنى.
وأكد زيسر أنه قد هاجر من سوريا حتى اليوم، حوالى 8 مليون عربى سنى، وعثروا على ملاذ لهم فى الأردن ولبنان وتركيا، لكن المجال لا يزال مفتوحًا، ففى الأسبوع الماضى فقط وعد بشار الأسد بتنظيف حلب وبعدها كل الشمال السورى من الإرهابيين، وبترجمة الى العبرية، تنظيفه من بين 2 إلى 3 ملايين سنى يعيشون فى هذه المناطق، وأن بشار يدعى، أن حربه هى ضد المتمردين عليه، لأن الكثير من السنة يدعمونه.
وأضاف زيسر أن المعركة فى الموصل والتى ستقود إلى سيطرة الشيعة فى العراق على منطقة معيشة السنة فى شمال غرب البلاد، فإنها ستقود إلى هجرة عدة ملايين من اللاجئين السنة من العراق إلى تركيا.
وقال زيسر إن المنطقة فى سوريا والعراق، التى عاش فيها إلى ما قبل عقد زمنى أكثر من 20 مليون عربى سنى، شكلوا أكثر من 60% من سكان سوريا، وبين ربع وثلث سكان العراق، باتت تخلو من هؤلاء السكان، وبقى فيها اليوم أقل من نصف سكانها.
وأوضح زيسر، أنه قد تم تعريف معركة الموصل مسبقًا من قبل الرئيس الأمريكى باراك أوباما، بأنها نقطة تحول ملموسة فى محاربة تنظيم "داعش" وإذا نجحت - الأمر غير المؤكد بتاتًا - ستشكل سببًا لمؤتمر صحفى فى البيت الأبيض بعد الاخفاقات وخيبة الأمل التى منيت بها الإدارة الأمريكية فى الشرق الأوسط خلال السنوات الأخيرة.
وأوضح زيسر، إن القصة الحقيقة وراء المعركة على الموصل هى ليست محاربة "داعش"، وانما بالذات حربان لا تقلان أهمية، وتجريان برعاية وتحت ستار الحرب ضد "داعش"، وقد قيل عن ذلك، من الجيد وجود داعش كى يمكن استخدامه لدفع مصالح لا توجد بينها وبين محاربته وتطرفه أى صلة.
وأكد المحلل الإسرائيلى أن حرب "تركيا ضد الأكراد"، فى محاولة لمنعهم من إقامة حكم ذاتى، أو حتى دولة يمكنها تقويض استقرار تركيا الداخلى، فالجيش التركى يعمل فى سوريا منذ حوالى شهرين، أما فى العراق فيحذر الرئيس التركى رجب طيب أردوغان من أنه لن يسمح بأى خطوة عسكرية ضد "داعش" فى الموصل بدون مشاركة القوات التركية فى المعركة، لضمان عدم سقوط المنطقة فى إيدى الأكراد واستخدامها كقاعدة لتأسيس دولة فى شمال العراق.
وأشار المحلل السياسى الإسرائيلى إلى أن المؤرخين سيشغلون أنفسهم فى المستقبل، فى مسألة ما إذا كان المقصود سياسة منهجية وموجهة تنفذها القوات الميدانية، سواء فى سوريا أو فى العراق – وبناء على خطة منظمة ومدروسة تم تحديدها مسبقًا فى طهران، وربما فى دمشق وبغداد - أم أن الحديث عن صدفة وتزامن ظروف قادت إلى هذه النتيجة.
وأضاف زيسر أنه سيتم أيضًا فى المستقبل البعيد فقط الحصول على رد للسؤال حول التدخل الروسى والأمريكى خلال التطهير العرقى الذى يحدث فى هذه المنطقة.
وأوضح المحلل الإسرائيلى أن من يتحدث على الأرض هى المدافع والصواريخ والبراميل المتفجرة والقنابل التى تلقيها الطائرات السورية والروسية فى سوريا، والطائرات الأمريكية فى العراق، رغم أن هذه تحاول على الأقل إصابة أهداف "داعش"، كما يتحدث السلاح الكيماوى الذى استخدمه النظام السورى ضد المعارضين له، وتتحدث أعمال السلب والإرهاب، وربما حتى أعمال الذبح التى تنفذها الميليشيات الشيعية التى دربتها إيران والتى تساعدها روسيا فى سوريا، بينما فى العراق تحظى بالمساعدة الأمريكية.
وأنهى المحلل السياسى الإسرائيلى تقريره، قائلا: "هكذا يجرى حل مشكلة إرهاب داعش، ولكن هناك أيضًا مشكلة عدم الاستقرار فى العراق وسوريا، لا يوجد عرب سنة ولا يوجد من يحتج أو يعارض نظام بشار والحكومة الشيعية فى بغداد، ها هو إذن التطهير العرقى، حتى وإن لم يكن أحد يسميه كذلك، برعاية ودعم المجتمع الدولى".
تقرير ايال زيسر في يسرائيل هايوم
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة