وائل السمرى

لماذا يهدر «ماسبيرو» ملايين الدولارات؟

الأربعاء، 26 أكتوبر 2016 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كنت أبحث عن تتر أحد المسلسلات، لأستمع إليه ومن بين العديد من النسخ المحملة على موقع الفيديوهات «يوتيوب»، وجدت نسخة واحدة محملة عبر قناة «ماسبيرو دراما»، بشكل شرعى، عدد مرات عرضها هى 1500 مرة، وعشرات النسخ الأخرى التى حملها بعض المواطنين بشكل غير شرعى عرضت ملايين المرات، وهنا تذكرت المثل القائل «بيت المهمل يخرب قبل بيت الظالم»، وللأسف فإن أشد صور هذا الإهمال وضوحا تكمن فى هذا المبنى العريق الخلاب، الذى يسمى بمبنى اتحاد الإذاعة والتليفزيون «ماسبيرو»، والذى للأسف أيضا يغرق الآن فى الديون مثقلا كاهل الحكومة بما يقرب من 12 مليار جنيه سنوية، وبخسائر تقدر بـ4.5 مليار جنيه، فى حين أن بإمكان هذا المبنى أن يحصد كل عام ملايين الدولارات التى تدر دخلا رهيبا للدولة، وبالعملة الصعبة التى نحتاج إليها الآن أشد الاحتياج.
 
ستقول لى: كيف؟ وسأقول لك إن الحل أبسط من البساطة ذاتها، فهذا الجهاز العريق يمتلك حقوق الملكية الفكرية لملايين المواد السمعية والبصرية بشكل كامل، أغانى قديمة، برامج شهيرة، مسلسلات، أفلام كرتون، لقاءات حصرية مع أكبر الشخصيات الفنية والسياسية والثقافية فى مصر والعالم، أغانى أطفال، أحداث ووقائع تاريخية نادرة، أرشيف نادر يحتوى على ملايين المواد البصرية صنعتها مصر عبر عشرات السنين، ولو وضعنا هذه المواد فى قناة على موقع اليوتيوب «مثلا» ستدر لنا دخلا مهولا، لا أعرف مقداره على وجه التحديد لأنى لا أعرف عدد المواد بالضبط، لكن- بكل أسف- يترك «ماسبيرو» هذه المواد كما لو كان الأمر لا يعنى أحد!
 
أعتقد أنه قد آن الأوان الآن لندافع عن تراثنا التليفزيونى المهول، وأن نوقف الإهدار المهول، وأن نبدأ فى استثمار أموالنا الضائعة بشكل احترافى، بأن نخاطب جميع مواقع تحميل الفيديوهات أولا لحذف تلك المواد السمعية والبصرية، لأن من حملوها على هذه المواقع لا يمتلكون حقوق الملكية الفكرية الخاصة بها، وأن ننشئ قنوات شرعية لنحمل عليها تلك الفيديوهات، بحيث تبقى تلك القنوات المصدر الوحيد لتلك المواد، كما يمكننا تحميل كنوز الإذاعة والتليفزيون الخفية والمتعلقة بالأحداث الكبرى واللقاءات النادرة مع كبار الشخصيات على قناة خاصة، وهو جهد لن يكلف الكثير ولن يستغرق الكثير فقط لو توافرت الإرادة لتشغيل بضعة مئات من الـ40 ألف موظف فى الإذاعة والتليفزيون ليسعوا إلى إيقاف استيلاء المحتالين على تراثنا الفنى، ويصنفون المواد المختلفة، ويعيدون تحميلها على المواقع العالمية، لنبدأ فى الحصول على ملاييننا المهدرة.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة