أكد الدكتور مصطفى مدبولى، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، أنه إذا استمرت معدلات تنفيذ وحدات الإسكان الاجتماعى الحالية، فلن تصبح لدينا مشكلة إسكان فى مصر فى خلال أربع سنوات.
وأضاف الوزير، خلال ورشة عمل بالمؤتمر الوطنى الأول للشباب، بشرم الشيخ، تحت عنوان: تأثير المناطق العشوائية على الهوية المصرية، أنه يتم العمل حالياً فى تطوير نحو 62 منطقة عشوائية، بجانب 42 منطقة أخرى، بدأ العمل بها أيضاً، ولو نجحنا فى تطوير المناطق العشوائية غير الآمنة فى عامين أو عامين ونصف سيكون ذلك معجزة، خاصة أن مشكلة هذه المناطق تُعد أزمة منذ سنوات طويلة، لنحو 850 ألف مواطن يسكنون بها.
وقال: نحن نتعامل مع واقع صعب، مواطنون يريدون أن يسكنوا فى نفس المنطقة العشوائية التى سيتم تطويرها، وهذا أصعب بكثير من العمل على أرض فضاء، موضحاً أن جزءاً من الماجستير والدكتوراه اللتين حصل عليهما يتعلق بتطوير المناطق العشوائية، وقبل أن يتولى الوزارة كان فى منصب دولى تابع للأمم المتحدة، معنىّ أيضا بتطوير المناطق العشوائية، وكان دورنا أن نقدم الاستشارات للحكومات والوزارات بشأن هذا الملف، ومن السهل جداً أن تنصح، ولكن صعب جداً أن تنفذ.
وأوضح وزير الإسكان أن مشكلة العشوائيات عالمية، وهناك دول متقدمة جداً بها مناطق عشوائية، وطبقا للتعريف العالمى للعشوائيات نحن ليس لدينا غير 1% فقط، وهى المناطق غير الآمنة، وفى بعض الدول مثل هذه المناطق لا تستطيع الحكومات أن تدخلها، نظراً لتوطن الجرائم بها، أما النسبة الأكبر لدينا فهى المناطق غير المخططة، والتى بها مبان خرسانية بناها أهالينا، نظراً لتقصير الحكومات فى وقت سابق فى البناء لهم، وتتركز مشكلة هذه المبانى فى عدم توافر الخدمات بها، وتخطيط الشوارع، وخلافه، فالمكان كسكن آمن، ولكن لا توجد خدمات لائقة به تقريباً.
وتطرق الوزير خلال ورشة العمل للحديث عن المدن الجديدة، وكذا العاصمة الإدارية، قائلاً: عشت فى منطقة المهندسين فى أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات، وكانت أهم شوارع المهندسين مثل جامعة الدول العربية، والبطل أحمد عبدالعزيز، وغيرهما تعانى من الصرف الصحى، وخلافه، وكانت هناك أزمة اقتصادية عامة، بعد خروجنا من الحرب، وعلى الرغم من ذلك فى نفس التوقيت تم إنشاء هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، وتبعها إنشاء عدد من المدن الجديدة، وكانت هناك أصوات معارضة لهذا التوجه، والحمد لله، وأشكر المسئولين فى هذا الوقت أنهم نفذوا المدن الجديدة، متسائلاً: تصوروا حالنا لو لم نكن أنشأنا المدن الجديدة؟.. فأجاب الحاضرون: كنا هنعيش فوق بعض، فرد الوزير: لا، "كان زماننا بناكل فى بعض".
واستطرد الدكتور مصطفى مدبولى: نحن لا نحتاج إلى عاصمة إدارية واحدة، بل نحتاج إلى عدد من المدن الجديدة، لاستيعاب الزيادة السكانية، وزيادة رقعة العمران، ولا أمل لنا إلا فى التوسع العمرانى، والخروج للمدن الجديدة، فمستقبلنا فى أن نسبق بالتخطيط والتنمية الاحتياجات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة