ينشر "اليوم السابع" قصائد من ديوان "مساكين يعملون فى البحر" للشاعر عبد الرحمن مقلد، والذى على وشك الصدور من الهيئة العامة لقصور الثقافة.
و"مساكين يعلمون فى البحر" هو الديوان الثانى لعبد الرحمن مقلد، بعد ديوأنه "نشيد للحفاظ على البطء".
"مَوعِظَةُ الرِحْلَة"
نَمَا فى مُخَيلَتى كالنَباتِ
تَنزَّهَ فى أُفُقي
كالسَّحابةِ فى الصَيفِ
نَامَ على كَومِ قَشٍ
بحُجرةِ رُوحِى الصَغيرةِ
هذا المُسافرُ والشَّاحِبُ الوَجْهِ
هذا النبيُّ الذى تَستقِرُّ على كَتفَيْهِ العَلاماتُ
والمُعْجِزَاتُ تَشبُّ على قَدمَيْهِ
ويقُعُدُ فى مقْعَدٍ بجِواري
كأيِّ غَريبٍ يُسافرُ فى الليلِ
يَغفو عَلى كَتفِى ثم يَصْحُو
النبىُّ الذى لم نُعِرْهُ انتباهًا
ونحنُ نَسَافِرُ فى الأَرْضِ..
رَحَّالةٌ فُقراءُ..
نُصَلِّى ليتركَنَا الحَظُّ
حتى نَعودَ لأعَشاشِنا..
ونُدققَ فى أَوجهِ الأهلِ..
نحفظَ أسماءَ أبنائِنا جيدًا..
لا تُخَلى لنا المِهنُ اليَدويةُ أيةَ ذاكرةٍ..
فى "المَواقِفِ" تَجمعُنا نَدهاتُ السّعَاةِ
وآذَانُنا تَتَسمَّعُ أَحرفَ بَلدتِنا الأُمِّ
والنومُ يَأكُلُ أعينَنا..
عند آخرِ رَحَّالةٍ يَتبَوأُ مَقعدَه..
نَحمدُ اللهَ..
نَختبِرُ الجَوَّ
قد تُمطِرُ الآن هذى السَماءُ وقد لا..
فمن يَصفُ الحَالَ
ـ حالَ السماءِـ
سِواك
ومن يَضمَنُ العَجلاتِ
ومن يَترفَّقُ بالوقتِ غيرُ نَبيِّ
ونحن نَشدُّ هواتفَنا بغناءٍ سَريعٍ
فمن يَتألمُ فينا ويَصرخُ:
"يا إخوتى إنَّ هذا الذى نَتَجَلَّى به
لا تُناسبُه القَفزاتُ..
هنا أَوقفَ اللهُ رَحالةً موقفَ الصَمتِ..
لا تُفسدُوهُ"..
وأدخلَنا فى التَأملِ
لا تَنفعُ الرِحْلةُ الآنَ دونَ نبيِّ
يُعلِّمنُا كيفَ نَحترِمُ الليلَ
والرَحلاتِ الكثيرةَ
تلك التى تَتكرَّرُ كلَّ خميسٍ
إلى البَيتِ
ندخلُها حالِمين ونخرُجُ منها مَطاريدَ
من يَضمنُ الحَظَّ ألا يَخونَ
وتنقلبَ الحَافلاتُ بنا
بَعدُ لن يقلبَ اللهُ أيةَ حافلةٍ
يَتكوَّمُ فيها نبيٌّ ببدْءِ رِسالتِه
ويُسافرُ فى الليلِ
لم نَعرفِ الغيبَ بَعدُ
ليُخرِجَ يُمناه بيضاءَ
من غيرِ سوءٍ
ويَمشى على جَانبِ السورِ
يَستمعُ الوحْيَ
حتى تحينَ نِهايته فندقُّ الصليبَ
ولَكِنه لَإذَ بالصَمتِ
أشْبَه بالببغَاءِ الذى فقدَ السمْعَ
حينًا يَرى الناسَ
عبرَ الشبابيكِ تُعمِلُ أفواهَها
فيقلِّدُها بالشفاهِ
التى لا تدلُّ على أى شيءٍ
لذا لم نُعرْهُ انتباهًا
ونحنُ نَطوفُ كرَحَّالة فُقَراءَ..
تُجمِّعُنا النَبراتُ السَريعةُ..
نَعملُ فى المُدنِ الدَاخليةِ أسرى لنطعمَ أولادَنا..
ونُخلِى النساءَ تَموتُ من الشَبقِ المُتأججِ
والطعناتِ التى تُتعبُ الظَهرَ..
نَخرجُ فى الحَافلاتِ ـ الحَوانيتِ..
نَرجُو من السَائقينَ التَمهلَ فى السَيرِ..
نُرجو من اللهِ أن تَنتهى الرَحلاتُ
ونحن لذلك نَحترمُ الأنبياءَ المَساكينَ
مثل الذى فى جِواري
ويَسعلُ كألفقراءِ الذين ينامون فى العَرباتِ
ولكننا لم نُعِرْهُ انتباها
مساكين يعملون فى البحر
"نُوُّارٌ يُضيءُ ويَختفِي"
مرثية لوالدى
ما زِلِتُ أَشهدُ بالمصَادفةِ التى وَقَعتْ
وأسقطتِ احتمالَ بقاءِ جِسمى سَالمًا
فوقعتُ فى فَخِّ اختِبارِ الجإذبيةِ
لا أُصدِّقُ أننى لمّا سَقطْتُ..
سقطتُ من أعلى..
صعَدْتَ..
صعَدْتَ..
إحدى سلّميّاتِ الحقيقةِ أيها التجريبُ..
حينما أُطفئْتُ فى شكلٍ فجائي
هناك أضاءَ حَدسُك شَمعةً لتنيرَ بعضَ الكَهفِ
خُذنا أيها التجريبُ قربانًا
وقدِّمْنا هَدايا للمَصائرِ
قد تهدئُ شهوةَ التنكيلِ فيها
كى أرَى سِيماءَ وجهى خافتًا
فأموتَ مقتنعًا بفَلسفةِ الطَبيعةِ
رافضًا نُبْلَ الخُلودِ
مقدِّمًا قلبى يقينًا مِثلَ فَأرِ تَجَارِبٍ
وأُعِدُّ جِسمى كَرنَفالًا
أحتفى بالمَوتِ والإيِهامِ
أصبحُ فَيلسوفًا عَاطلًا
عن نُزهةِ التَفكيرِ
فى كَيفِ المَصائِرِ،
ربما قِصَرُ المَسافةِ
أو سُقوطى بين تِرسَيْ آَلةِ التَجريبِ
تجعلُنِى أُصَالحُ رَبَّها
وأقلِّبُ النَظراتِ فى عَطْفِ الحَديقةِ
كلما آنسْتُ ذِكرَى
كنتُ أحْكِيها لكُمْ
لأمرِّرَ السَاعاتِ
حتى أنتهى من جَمْعِ أغراضِي
وتهذيبِ الوَسائلِ
أهتدى بِغوايةِ المَشَّاءِ
فى كَتفى عَصاتِي
أنتهى من جَولةٍ فى الأَرضِ
كنتُ بدأتُها
ووَددْتُ لو..
لكننى أُوقِعْتُ مثلَ البُرتقالةِ
كنتُ جَهَّزْتُ العَديدَ من الحِكاياتِ الخَفيفةِ
كى أُسلِّى نَومَتِى
وأقصَّ مَأساتى لكُمْ
يا كائناتِ الحُجْرةِ المتورطِينَ مَعِي
ولكنَّ المصائرَ باغتَتْنِى خُلْسَةً
لو كنتُ فى حَالٍ يَروقُ لى المَجازُ بها
لشَبهتُ انقباضِيَ
بانقطاعِ الكَهْرُباءِ فُجاءةً عن بيتِنا الرِيفيِّ
ذلك كانَ يَستدعِى خَيالَ الطِفلِ فيَّ..
وقلتُ: إنى ذلك "المَنسِيُّ"
حيثُ ولدتُ فى أَبريلَ
فى بدْءِ الرَبيعِ
ومَوسِمِ البَرسِيم
وقلتُ: إنى لم يقيدْنى أبي
فى دَفترِ الأحِوالِ إلا بعدَ مِيلادي
بخمْسِ سنينَ
لا تَثقوا إذًا فى حَدْسِكم
أو فى سِجلاتِ الحُكومةِ
لم تراقصْنى الطّبيعةُ كَى أُغنى باسمِها
وعشقتُ نُوارًا يُضيءُ ويَختفي
لكنَّ وَالديَ الذى أَوْصَى
طيورَ البيتِ أنْ تَختارَ لى حَظي
وأوصانى بِها
أخْفَى دُموعي
صَدِّقوا أنى أُصِبْتُ بدَورَةِ البِلهَارْسِيا
وسَقطتُ من جَرْى المُمرِّضِ
خلفَ صِبيةِ دَارِنا
وشُفِيتُ من حُمَّى دَمي
وأُصبْتُ بالكَبدِ الوَبائيِّ
الذى أُورِثتُه من حُقنةِ التَطعِيمِ
صَدَّقَنِى أَبِي
واختارَ لى كَراسَةً ودَواةَ أَقلامٍ
وسَلَّمَ لى على نَاسِ البُحيرةِ
قَصَّ لى قَصَصَ البِدَائيينَ
من سُكأنها ألفُقراءِ
أطلَعَنِى عَلى أَحوَالِهم
وبطولةِ الأيدي
التى هَزَمَتْ أَسَاطيلَ ألفَرنسيين
فى عَرْضِ البُحيرةِ..
كان يَحْكِى لِى أَبي
عن صُورَتى فى المَاءِ تَصعَدُ:
كلما جَدّفتَ أكثَرَ
زِدْتَ تَجربةً وعُمرًا
ثم أوصانَى على نَاسِ البُحيرةِ
: إنهم فُقراءُ
يا وَلدي
وفَلاحُون مِثلي
أقرباءُ لنا
وكُن يا ابنى رَحيمًا بـ "الغلابة"
إنهم أَهلى وأهلُكَ
كلما جَدَّفْتُ فى مَاءِ البُحيرةِ
صرتُ أكثرَ خبرةً
وأنا الطبيبُ البيطَرِيُّ
يسيرُ فى طُرُقٍ مَترّبةٍ
ويَحمِلُ قلبَه وحَقيبةً
وأنا الكثيرُ الصمْتِ
يركبُ وحدَه دَراجةً
وأنا الحَزينُ عليَّ
والعَرَّافُ بالحَيوانِ
أفقَهُ ما يُحِسُّ بِهِ
أنامُ الآنَ
ما من مَوضع إلا بِهِ
أثَرٌ لجُرْحٍ أو عَلامةُ رَفْسَةٍ لبَهيمةٍ
وحُرِمْتُ مما فى يدِي
وَقتِي
وآخِرُ نظْرَةٍ لِدَمِى يَسيرُ على المَاكينةِ
كى يُنَقَّى مِنْ شَوائِبه
عِتابٌ للكُلَى
كِيسُ البَلازمَا
حقنةُ التَرَامُولِ
آخرُ قُبلتينِ لزَوْجَتِى ولإبنِ بِنتي
أَنتهى من جَولةٍ فى الأَرضِ
كنْتُ بَدأتُها ووَددْتُ لَوْ..
لكننى أُوقِعتُ مِثْلَ البُرْتقَالَةِ
الشاعر عبد الرحمن مقلد
"فى مَديحِ المَحبَّةِ"
أكَان عَلى الحُبِّ
أن يَتخَفَّى
ويَأخذنِى مِنْ يَدَيَّ
ويتْرُكُنِى خَائفًا أتَرقَّبُ
عِندَ المَحطَّةِ
أحملُ عشرينَ وجْهًا
أكانَ على الحُبِّ
فى ذلكَ اللَيلِ
أنْ يَشترى لِي
حِذَاءً وثوبًا
ويترُكنِى فى القِطَارِ
أطالِعُ حَظِّي ..
كفَزَّاعَةٍ أتَرَقَّبُ
أضَحَكُ للراكبينَ
ولكنَّ قَلْبِى يَخافُ
تُلَوِّحُ لى الشَاحِناتُ
ورُكَّابُها
وتَلُوحُ المَدينَةُ
مثل عَجُوزٍ تُتَهْتِهُ ثم تُكَافِئنِى بالرَّذإذِ
أقارِنُه بنَدَى وَرْدةٍ عَندَ مَطْلَعِ فَجْرٍ
تُعوِّدُنا الطُرقاتُ عليها
وتَصْحَبُنا فى مَتاهَتِها..
فنُصَرِّفُ أنْفُسَنا
وننامُ معًا عندَ أيِّ جِدارٍ
ونَخْلق أُلْفَتَنَا
ويكون لنا فى المَكَانِ
حَياةٌ ومَاءٌ ورَائحِةٌ
ثم نَرحَلُ فى القَاطِراتِ ..
ونَسقُطُ فى أيِّ أرْضٍ
كحَبَّاتِ مِسْبَحَةٍ
وأعودُ وَحيدًا
ولكنَّ قَلبى يَخافُ
وأذَكُرُ أُمي
التى لا تَنامُ
وأبناؤهَا خَارجَ البيتِ
تنتظرُ الآنَ بَاكيةً
أنْ أعودَ إليها
فتغلقَ بابَ خِزَانتِها
وكان عَلى الحُبِّ
أن يَتمسَّكَ بالوَعْدِ
يَنتظِرَ الآيِبينَ
أذكُرُكُمْ كُلما ..
كنتُ أَضْعَفَ من نَمْلَةٍ
أو أُهَشَّ مِنَ العُنكبوتِ
وأَخْرُج من عَطْفِكم..
يُمكنُ الآنَ
أنْ أَتمَاسَكَ
أنَسَى ارتِجافَ يَديّ
وضَغطَ دَمِي
يمكنُ الآنَ
أنْ أَستَحِمَّ
وأمْسَحَ وَجهي
وأَصْرُخَ مِن وَجَعِ الكَدَمَاتِ
وألْبَسَ نَظَارَتِي
وأُغادِرَ
أَبحَثُ عن كَذِبٍ
لأبرِّرَ أخطَاءَكُمْ
ثم أنْعَتُكُمْ بالقُسَاةِ
أُقَارنُكُم بالطَواحينِ حِينًا
وبالرِيحِ أُخرى تَدقُّ عِظَامي
..
أجِلسُ الآن فى ظِلِّ كَافُورةٍ
كُلمَا مَسَّنِي
شَجَنٌ
أو أَصابَ الحَنينُ دِمَايَ
ارتجفْتُ ولُذتُ فرارا
أكانَ عَلى الحُبِّ
أن يَتركَ الأُغنياتِ علَى
السَهْلِ نَاقِصَةً
كى نُتَمِّمَهَا
ونُغيِّرَ أوتَارَها..
ثم نَنهجَ من تَعبِ القَلْبِ
والرِئتينِ ..
أكَانَ على الحُبِّ
أن يتفلْسَفَ حتى نكون معًا
كان يمكنُ أن يُكملَ الأغنياتِ سوانا
"الأَنَاشِيدُ"
خَواتِيمُ هَذى الأنَاشيدِ غَيرُ مُلائِمَةٍ
نحنُ لم نَخُضِ الحَرْبَ بعدُ
لنَحزَنَ
لسنا كَذلِكَ أَسْرَى
لنشْعُرَ بالتَوْقِ للأَرْضِ
الأناشيدُ تُجْبِرُنا أنْ نَفِرَّ
وأنْ نَقتلَ الضِحْكَ
قبلَ احتِفَاءِ الشِّفَاهِ
وآذانُنَا لمْ تعُدْ مُشْرَعَاتٍ كَمَا كَانتِ الأمسَ
مَلَّتْ مِن النَغَمِ اليَائسِ المُتهَالِكِ
والمُتَصَاعِدِ مِنْ جُوقَةِ المُنشِدينَ
وهم يَلبَسُون مَلابِسَ رَسْمِيَّةً رَثَّةً
يُخْرِجُونَ زَفِيرَ أَنَاشِيدِهِم
فى طمَأنِينَةٍ لا تُرِيحُ تَوجُّسَنَا
ثم يَبْتَهِلُونَ لتَعلُوَ أَصواتُ آلاتِهم
نحْنُ لمْ نَخْسَرِ الحَرْبَ..
لسنَا كَذلك أَسْرَى لنَسْمَعَ
آهَاتِهم تَتقَافَزُ حَولَ مَشَاعِرِنَا كالذّبَابِ
وتَملأُ نَومَتَنَا بالكَوابِيسِ
عن جُرُذٍ هَائِلٍ فِى الطَرِيقِ يَصِيدُ الجُنُودَ
خَواتِيمُ هَذى الأَناشِيدِ هَادِئةٌ
وبَطيءٌ تَنقُلُها
ونُمَايلُ أرؤسَنَا هَازِئينَ
لِنَجْبُرَهُمْ أنْ نَعيشَ عَلى كَيفِنا
نَحنُ أبناؤكم أيها المُنشِدُون
وأَبنَاءُ زَوجَاتِكم
هؤلاءِ اللوَاتَى تَضرَّعْنَ ألا تَمُوتُوا
ولسنَا عَبيدًا لأرْبَابِها
كىْ نُكَرِّرَها كُلَّما مَسَّنَا السُّوءُ
لم نَتُركِ البَلدةَ المُطمَئنةَ للصَحراءِ
ولم تَضرِبِ الشَمسُ أقْوَاسَها
فتُصيبَ غَريزَتنَا للحَيَاةِ
لَكى نَتَسَلَّى بِقَصِّ أَظَافِرِنَا
والغِنَاءِ الكَئيبِ على الطُرُقَاتِ ..
ولسنا كَذلك أسْرَى بأيدِى العَدُوِّ
لنَنْسَى حِكاياتِنا تَحتَ وَقعِ السِياطِ
ونَهذى بأَرَجَازِ حَمقى
يُغنّونَها فى البِلادِ لكى تَتذكرَ أَمجَادَها
خَواتِيمُ هذى الأنَاشِيدِ
تشبعُ رَغبةَ أربَابِها فى السُكُونِ
ولكنها لا تُلائمُ فَتنَةَ هذا الزَمَان
"خَرابٌ يَملَأُ العَين"
لآلهةٍ يَنشرون رَمادَ هَزائِمهم فى الهَواءِ
لهذا الخَرابِ الذى يَملأُ العينَ
للعائدينَ من الحَربِ
والذاهبين إلى الهَذيانِ
لهذا الشُحُوبِ
وللدَمِ هذا الذى ترك الأرض حمراء
والأُكسجين الذى نتنفس
يسقطُ دَمعُ بكائيةٍ بَاهِتُ اللونِ
كان يَوَدُّ التفتح كالصَحْوِ
أو يَتمدَّدُ مثلَ النَباتِ
على جُرُفٍ رَطِبٍ
أو يستطيعُ قَراءةَ أشعارِه العَاطفيةِ
كيف يُمكِّنُهُ الذُعْرُ
مِنْ ذَلكَ الآَنَ
يَملِكُ رأسًا مهشمةً
وصُراخًا على الصَدْرِ
يَكْفِى ليُنشِدَكم صَخبًا فَاضِحًا
يَتناسَبُ واللعناتِ التى تَتوإلى
ترأوده الكَائنات الرَهيفةُ
والشُرفات التى أغلقَتْهَا الأيَادي
وكانت تُطلُّ على البَحرِ
والرَّعَشَاتُ التى هربَتْ فى الزَمانِ
وفَاجأتِ العَاشقينَ
ليُعْلِى عَقيرتَه بالغِناءِ
يُغطِّى على المَشْهَدِ الخَارجيِّ
ويَصنعُ حَفلًا لكم
أيها الضَائِعونَ على هذه الأرْضِ
يا أيها المُهمَلونَ
وأيَّتُهَا المُهْمَلاتُ
سنملأُ كُلَّ البَراميلِ خَمرًا
لنا أجمَعينَ
لنا نَحْنُ أَهلَ الخَراباتِ
والعَطَفَاتِ البعيدةِ
والغُرَفِ الدَاخليةِ
واللحظاتِ الحَميمةِ
والنَّهَجَانِ السَّريعِ
وعِطْرِ الكُولُنيا الرَّخيصِ
ونفسِ "ألفَلالِين"
مَثقوبَةً عندَ سُرَّاتِ أطفالِنا..
سنَمْتَلِكُ السِينماتِ وأعشاشَ غابٍ
وأسماءَنا الحَرَكِيَّةَ
ألعابَنا الخَشبِيَّةَ
أسْلِحَةً صَدِئَاتٍ
تُدافعُ عن حقِّنا فى الحَياةِ
نُؤلِّفُ حِزبًا جَديدًا تكونُ مَقرَّاتُه
دَوراتِ المِياهِ العُموميةِ..
اتبعُونى لنبنى شُيوعيَّةً للأَحِبَةِ
كَهفًا لمُومْيَاتِنا فى العَراءِ
ونَرْسُمُ مُجتمَعًا للطُيورِ الأليفةِ
نبْنِى مساكِنَ لم يَألفُوها ..
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة