يختلف البسطاء عن النشطاء الداعين لثورة جياع اختلافاً جذرياً، فهم لا يلتقيان فى تصور، ولا يتفقان فى أساس ولا يتوافقان فى نتيجة.. أن كلاً منهما يقوم على تصور للحياة والأهداف والغايات يناقض الآخر تمام المناقضة .
فهؤلاء الداعون لثورة غلابة يستحضرون أى أزمة اقتصادية لتؤدى دورها الإيحائى فى إفزاع الحس، واستجاشة مشاعر البسطاء لتحريضهم على الخراب بغلق الطرقات، وتعطيل المصالح .
أيها الداعون لثورة الجياع لقد جمعتم بين التناقض والتضاد، فنجدكم تتحدثون عن خطورة الفرقة والاختلاف وأنتم أصله، وتتحدثون عن ذم الانقسام وأنتم أهله، وتتحدثون عن خطورة الظلم وأنتم حاملون رايته، وتتحدثون عن ضرورة الخروج على الحكام عند كل أزمة اقتصادية، وأنتم قد خرجتم على إجماع العقلاء فهل رأيتم تناقض أكبر من هذا؟!..
وتتهافت نفوس الداعين لثورة الجياع إلى ازدراء مؤيدى النظام المصرى الحالى كما يتهافت الذباب على الحلوى ويتهاوى! وهو بلا شك تصرف بشع، ينضح بالكنود والجحود، ويتسم بالغلظة والحماقة، بل هو الهذر الذى يقتل الوقت دون أن يضيف إلى القلب أو العقل زادا جديدا، ولا معرفة مفيدة، وهو البذىء من القول الذى يفسد الحس واللسان.
ونحن نتساءل: هل الغلابة فى حاجة للقيام بثورة جياع ؟
الإجابة قطعاً بلا، وألف لا، فالبسطاء برغم قسوة الحياة عليهم إلا أنهم لا ينظرون إلى ما فى أيدى الأغنياء، ولا يبيحون التعرض لممتلكات غيرهم، فمن يفعل ذلك فهم قلة من الخارجين على القانون والموجودين فى كل البلدان والأزمان بتحريض من مرضى العقل والقلب، فالخراب ونهب حقوق الغير لن يخفّض سعر الدولار أو سعر السكر بل سيزيد الأزمات اشتعالاً.
فالذين هم بحاجة للقيام بثورة جياع هم جوعى الفكر والعقل أصحاب التصورات السخيفة التى لا أصل لها، والأحلام المهلهلة الساذجة.
أن هذا الكلام ليس وهما وليس قولا يقال لطمأنة البسطاء، إنما هو حقيقة عميقة منشؤها تحولات اقتصادية عالمية ومنها ارتفاع سعر السكر فى السوق العالمى بنسبة 60 %.
والداعون لثورة جياع لا يجيدون إلا التلصص فِى ليل الجهل الذى إذا طلع عَلَيْهِ صبح العلم افتضح؟
لقد أقبل الداعون لثورة جياع كالشَّيْطَان يخلط بالبيان شبهاً، وبالدواء سماً، وبالسبيل الواضح سراباً مضللاً .
فسينسلخ قريباً نهار وجودكم، وستختفى أغباش ظلماتكم أن شاء الله.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة