كشف دراسة صادرة عن البنك الدولى أن 70% من المهاجرين أصحاب المهارات العالية والمواهب، يقيمون فى 4 بلدان هى الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وكندا وأستراليا.
وخلصت الدراسة، التى تحمل عنوان "التدفقات العالمية للمواهب"، إلى أنه فى عام 2010 كان يقيم حوالى 28 مليون مهاجر من أصحاب المهارات العالية فى بلدان التى تضم 34 دولة، أى بزيادة قدرها حوالى 130% منذ عام 1990.
وأوضحت الدراسة أن الولايات المتحدة عادةً ما تستضيف نصف المهاجرين ذوى المهارات العالية المتوجهين لبلدان منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، وثلث المهاجرين ذوى المهارات العالية حول العالم.
وكشفت الدراسة أنه فى عام 2010 استضافت الولايات المتحدة 11.4 مليون من هؤلاء المهاجرين المهرة، أى 41% من إجمالى من استضافتهم منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.
وأوضح الباحثون أن الأسباب الكامنة وراء الارتفاع الضخم فى عدد المهاجرين ذوى المهارات العالية إلى بلدان منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية تشمل زيادة الجهود لجذب المواهب من قبل صانعى القرار الذين يستثمرون فى رأس المال البشرى، والآثار غير المباشرة الإيجابية الناتجة عن تجمع المهارات، وانخفاض تكاليف النقل والاتصالات، وزيادة سعى الشباب وراء التعليم الأجنبى.
وأكد الباحثون أيضا أن هجرة ذوى المهارات العالية غالبا ما تكون مثيرة للجدل. وأضافوا أنه بالنسبة للبلدان المرسلة فإن فقدان العمال ذوى المهارات العالية يثير المخاوف، ولكن الجانب الإيجابي هو أن أولئك المهاجرين يمكن أن يكونوا بمثابة روابط مطلوبة بشدة للمصادر العالمية من المعارف ورؤوس الأموال والسلع، وسيعود بعضهم فى نهاية المطاف إلى أوطانهم الأصلية بمستويات أعلى من حيث المركز الاجتماعى ورأس المال البشرى.
وقال بسام سبتى، محرر القسم العربى فى مجموعة البنك الدولى، إن الدراسة خلصت إلى أن العديد من البلدان الأصلية لديها قدرات تعليمية وموارد مالية محدودة لتدريب العاملين أو للقيام بعملية إحلال لمن هاجروا.
وأضاف أن البلدان التى شهدت معدلات هجرة مرتفعة للعمالة ذات المهارات العالية إلى مقاصد فى منظمة التعاون الاقتصادى والتنمية عام 2010 هى فى العادة من البلدان الصغيرة المنخفضة الدخل والدول الجزرية.
وقال الخبير الاقتصادي بالبنك الدولي، تشالار أوزدن، وهو أحد واضعي الدراسة: "إن الأسباب وراء مغادرة الناس ترتبط بأوضاعهم المعيشية. فإذا استطعت تحسين وتنمية البلاد وتحسين الحياة العامة للمتعلمين، فسوف يبقون".
دور المرأة
وأشار البحث إلى دور النساء الملحوظ وغير المسبوق فى هذا الارتفاع فى هجرة أصحاب المهارات العالية، مشيرا إلى عدد المهاجرات اللاتى يتمتعن بمهارات عالية فى بلدان منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ارتفع بنسبة 152% بين عامى 1990 و2010، من 5.7 مليون إلى 14.4 مليون. وفى عام 2010، فاق عدد المهاجرات ذوات المهارات العالية أقرانهن من الذكور.
وأوضح البحث أن أفريقيا وآسيا شهدتا أعلى معدل نمو للمهاجرات ذوات المهارات العالية، مشيرا إلى أن التفاوتات بين الجنسين وتحديات سوق العمل هناك لعبت دورا محتملا بالتحول إلى قوى طاردة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة