كشف عدد من رؤساء المجالس التصديرية أن ربط الجنيه بسلة عملات أجنبية مثل اليوان واليورو والين والاسترلينى كفيل بالقضاء تماما على أزمة الدولار ،وسعر صرفه أمام الجنيه نظرا لخفض الطلب عليه.
ورصد اليوم السابع آراء عدد من رؤساء المجالس التصديرية والخبراء، حيث قال عبد الحميد الدمرداش رئيس المجلس التصديرى للحاصلات الزراعية أن الأقرب هو ربط الجنيه باليوان الصينى، وهو أمر مهم للغاية، لأن هناك تبادل تجارى كبير بين مصر والصين، لافتا ان حجم الواردات من الصين يمثل 29 ضعف صادرات مصر لها وبالتالى شراء السلع من الصين باليوان لخفض الطلب على الدولار بنحو 3 مليارات دولار سنويا.
وأضاف الدمرداش أن المجلس التصديرى للحاصلات الزراعية سيزور الصين الشهر المقبل للاتفاق على تصدير العنب المصرى للصين ، ويمكن أيضا طرح التبادل التجارى بين البلدين باليوان الشهر المقبل بما يقلل من طلب الحصول على الدولار.
وقال عبد الحميد الدمرداش أن مقترح ربط الجنيه المصرى بسلة عملات يزيد من قيمته مقابل الدولار بمرور الوقت.
من جانبه أشار سعيد أحمد رئيس المجلس التصديرى للمفروشات أن ربط الجنيه المصرى بسلة عملات يحتاج إلى اتفاقيات دولية مع الدول مثل الصين،وأيضا الاتحاد الاوروبى الذى لدينا تجارة كبيرة معه، وهو أمر حال الاتفاق عليه سيقضى على أزمة الدولار الخانقة التى يعانى منها السوق.
وأشار سعيد أحمد أن الأهم لضبط الميزان التجارى، هو زيادة الصادرات المصرية للخارج بما يساهم فى توفير العملة الصعبة.
ويرى المهندس معتز رسلان رئيس مجلس الأعمال المصرى الكندى أن المعضلة فى أي مقايضات بضائع يتعلق بالقياس على الدولار،وبالتالى فإن الدولار سيظل محتفظا بقيمته أيضا.
ويضيف رسلان أن هناك ضرورة لربط الجنيه بسلة عملات ،وعدم ربطه بالدولار فقط بما يضمن استقرار السوق،معتبرا أن الحاجة الملحة تتعلق أولا بالحد من الواردات غير الضرورية مع زيادة الصادرات المصرية للخارج.
وقال إن الحكومة مطالبه بدعم قيمه الجنيه السوقية عبر مختلف الآليات بما يضمن زيادة قوته الشرائية.
فى ذات السياق قال الخبير الاقتصادى الدكتور مصطفى النشرتى أستاذ التمويل والاستثمار بجامعة مصر الدولية، إن توسيع التعامل بالعملات الأجنبية مثل اليوان يخفف الطلب على الدولار.
وأكد النشرتى، فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع"، أن حساب العملات بين مصر والصين سيكون محسوباً أيضاً بقيمة الدولار، لافتا إلى أن الميزة الوحيدة هو تخفيف الطلب على الدولار فيما يتعلق بما سنستورده من الصين.
وأضاف أن نصف تجارة مصر الخارجية مع الاتحاد الأوروبي وبالتالى لابد من التعامل مع أوروبا باليورو ولو بنسبة 50% ، بما يضمن خفض الطلب على الدولار.
واقترح مصطفى النشرتى، أن يتم ربط الجنيه بسلة عملات منها 10% ذهب بما يرفع قيمته خاصة أن قيمة الذهب فيه حاليا 6% فقط.
وقال فيما يتعلق بالتعامل مع الصين باليوان فإن حجم واردات مصر من الصين عشرين ضعف الصادرات، وهذا يصب فى مصلحة الصين أكبر، لكنه سيخفض الحاجة للدولار، ويرفع الطلب على اليوان، معتبرا أن هذا الأمر مكسب فى حد ذاته.
من جانبه أكد الدكتور أحمد عبد الحافظ وكيل كلية الاقتصاد بجامعة 6 أكتوبر أن ربط الجنيه بسلة عملات ينهى تدريجيا أزمة الدولار لأنه سيفتح الطلب على عملات أخرى ، على سبيل المثال فإن تعامل مصر مع الصين باليوان يحد كثيرا من طلب الدولار خاصة حال التعامل بنحو 20 مليار يوان تعادل نحو 3 مليارات دولار.
لفت أحمد عبد الحافظ إلى أهمية تنويع الاحتياطي الأجنبى ،وضم اليورو واليوان له كمرحلة أولى تليها مرحلة تضم عملات أخرى.
وأشار إلى أنه لابد أن يكون الاحتياطي قويا أولا مع استقرار سعر صرف الدولار الفترة المقبلة، وطالب لأن نسعى للتعامل مع الدول التى نستورد منها بعملتها، بما يخفف الضغط على الدولار.