قررت الهيئة القومية للأنفاق بشكل نهائى تحويل مسار مشروع المترو الجديد فى منطقة النزهة إلى سطحى بدلا من نفقى، وذلك بعد اكتشاف تشبّع التربة بالمواد البترولية خلال أعمال تنفيذ الجزء النفقى الأول بالمرحلة الرابعة من الخط الثالث للمترو الممتد من هارون حتى النزهة بطول 5.15 كم و5 محطات نفقية.
وقال اللواء طارق جمال الدين رئيس الهيئة القومية للأنفاق لـ"اليوم السابع" إن استشارى المشروع سيقوم بتغيير التصميمات لمسار المترو فى منطقة النزهة ليكون سطحيا بدلا من نفقى، مستطردا: "اكتشفنا أن التربة مشبعة بالمواد البترولية خلال تركيب الحوائط الخرسانية التى تسبق أعمال الحفر.. وهذه المواد البترولية تؤثر على سلامة الحوائط الخرسانية".
وأضاف رئيس الهيئة القومية للأنفاق: "لا حل أمامنا سوى تحويل المسار لسطحى.. وهنا علينا تكثيف وضغط أعمال التنفيذ حتى لا يؤثر هذا التغيير على الجدول الزمنى للانتهاء من هذا الجزء وتأخير افتتاحه للجمهور"، لافتا إلى أن نتائج تحليل عينات التربة التى سحبتها وزارة البترول قالت إنه يوجد انحصار فى انتشار المواد البترولية بتربة هذه المنطقة لكن هذا لا يمنع تأثيرها على سلامة الحوائط الخرسانية.
وأكد رئيس الهيئة القومية للأنفاق أن تشبع المواد البترولية ناتج إما عن تسرب من مستودعات البترول المجاورة لنادى الشمس أو تسرب نتيجة كسر بأحد مواسير البترول التى كانت تمر بهذه المنطقة، مستطردا: "لذلك على وزارة البترول تحمل التكلفة الإضافية الناتجة عن هذا التغيير فى التصمم وتحويل المسار لأنه نتيجة خطأ منها وهى من تتحمل مسئولية هذا التسرب البترولى".
وأشار رئيس الهيئة القومية للأنفاق إلى أنه تم سحب 25 عينة من التربة من مواقع مختلفة بمنطقة النزهة الأسبوع قبل الماضى من قبل وزارة البترول، ومثلهم من قبل الهيئة القومية للأنفاق لتحليلها ومعرفة مدى انحصار انتشار المواد البترولية بتربة هذه المنطقة فعلا، كما تم سحب عينات مماثلة خلال الأسبوع الماضى لمقارنة نتائج تحليل هذه العينات بالعينات التى تم سحبها الأسبوع قبل الماضى لمعرفة نسبة تواجد المواد البترولية بالتربة ومدى انحصارها وتراجعها، إلا أن ذلك أيضا لا يمكن معه تنفيذ مترو نفقى ولابد من تحويله لسطحى، لافتا إلى أن نتائج تحاليل التربة ستظهر خلال الأسبوع المقبل.
وأوضح رئيس الهيئة القومية للأنفاق أن الحفار العملاق "إيمحوتب" الذى يحفر هذا الجزء النفقى بالمرحلة الرابعة من الخط الثالث وصل حتى الآن إلى محطة الألف مسكن قادما من هارون مارا بمحطة هليوبوليس، وسوف يواصل الحفر حتى محطة نادى الشمس، ثم سيتوقف حيث سيتم تحويل المترو بعد ذلك إلى سطحى بدلا من نفقى بسبب تشبّع التربة بالمواد البترولية.
ولفت رئيس الهيئة القومية للأنفاق إلى أنه تم إعداد تقرير بملابسات هذه المشكلة والأزمة وعرضها على الدكتور جلال سعيد وزير النقل، وقام الوزير برفعه إلى مجلس الوزراء لاتخاذ قراره تجاه هذه المشكلة، مشيرا إلى أنه لا يمكن بأى حال من الأحوال تركيب الحوائط الخرسانية لنفق المترو مع وجود مواد بترولية بالتربة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة