يمكننا أن نتحدث بعشرات الأدلة على أن الصحفى متهم ومخرب، وفى المقابل يمكننا أن نأتى بعشرات الأدلة على أن الصحفى برىء ومظلوم ومناضل وأسهم بجدية فى بناء المجتمع.
بالطبع الأمر هنا لا يعنى صحفيا واحدا، أى فرد واحد، وإنما المقصود هو الحالة الصحفية كلها التى يصنعها رجال، خلفهم قوانين وأمامهم قوانين، ويحكمهم دستور.
هذا النوع من النقاش يبقى فى ظروف ما، وينتهى فى ظروف ما، وكل الأطراف الفاعلة فى المجتمع تنظر إليه بنظرة قد تختلف من طرف إلى آخر، والأخطر فى كل ذلك أن يتصور أحد أنه صاحب الحقيقة الوحيدة.
أقول هذا الكلام بمناسبة الندوة التى جرت فى مؤتمر الشباب بشرم الشيخ حول الإعلام، وحضرها الرئيس عبدالفتاح السيسى، وشارك فيها صحفيون وإعلاميون زملاء، وتبارى فيها الكل بإبداء وجهات النظر حول الإعلام ووظيفته.
وبقدر ما قيل من آراء من البعض تتفاوت قيمتها وأهميتها، فإن هناك ملاحظة مهمة تتمثل فى أن البعض تحدث وكأننا نعيد اختراع العجلة فيما يتعلق بوظيفة الإعلام وفى القلب منه الصحافة، كما أنه فى بعض الأحيان سار النقاش فى اتجاه إثارة جوانب فنية فى المهنة، كقول زميل متشككا فى أنه لو وجه دعوة للتدريب فلن يستجيب أحد، ومثل هذا الطرح ليس مقامه فى ندوة مثل هذه يشاهدها جمهور.
خلاصة القول فى قضية الإعلام ووظيفته والصحافة فى القلب منه، إن الجدل سيبقى مستمرا بخصوصه مادام يغيب الفهم المشترك بين الحكومة وأهل المهنة حول وظيفة الإعلام، هل هو ناقد؟ هل هو ناقل؟ هل هو للتعبئة؟
وأسهل الإجابات وفى نفس الوقت أصحها عن الثلاث أسئلة الأخيرة هى أن نقول: «هو كل هذا، هو ناقد، هو ناقل، هو للتعبئة»، لأن الصعوبة ستأتى فى: «كيف ينقد ومن ينقد؟ وكيف ينقل ولمن ينقل؟ ومتى يكون للتعبئة وكيف؟ فهنا ستختلف الإجابات طبقا لاختلاف المشارب».
ومع التأكيد على أنه لابد من إجابات عن كل هذه الأسئلة للوصول إلى أرضية مشتركة حول فهم دور الإعلام وكيف يؤديه، يبقى التأكيد على أن الديمقراطية بممارساتها الصحيحة هى الضمان للوصول إلى الإجابات السليمة التى يتحقق من خلالها بيئة إعلامية تعود بالنفع الوطنى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة