المهم أن يسرى الأمل الذى غمر 3000 شاب وشابة، حضروا المؤتمر الوطنى الأول للشباب، فى قلوب 30 مليونا من شبابنا لم يحضروه، وأن ينتقل حماس القاعات واللقاءات إلى الجامعات والمدارس والشوارع، للمشاركة فى جنى ثمار التوصيات والإنجازات التى تحققت، وأن الفرص سانحة للجميع دون إبعاد أو إقصاء، ويتطلب ذلك تفعيل الصفحة الرسمية للمؤتمر بأقصى طاقتها، لتصبح برلمنا فعالا يتلقى الأسئلة والآراء والاقتراحات، ويجتذب الطاقات الإبداعية ويفتح أمامها أبواب الأمل.
أسعدنى اثنان من القرارات لتضميد الجراح، أولهما تعديل قانون التظاهر السلمى، بضوابط توازن بين أمن الوطن وحرية التظاهر السلمى، وثانيهما دراسة ملف الشباب المحبوسين، للإفراج عمن لن تصدر بحقهم أحكام قضائية، فالتظاهر ليس مقصودا منه التمرد والشغب والاحتجاج، وإنما التعبير عن الرأى، وتحقيق المطالب بأسلوب سلمى، وهى معادلة صعبة تتطلب سد الثغرات التى يمكن أن يتسلل منها أعداء الحرية، والشباب الذى رأيناه مسلحا بالوعى والإدراك والوطنية، هو الأحرص على تفعيل ذلك بممارسات آمنة.
كان المؤتمر منبها لخطورة الدور الذى يلعبه الإعلام، فهو كالنار التى يمكن أن تأتى بالدفء أو تشعل الحرائق، فالإعلام يجب أن يكون كاشفا وهاديا وسندا، وليس مهيجا ومحرضا وضارا بالأمن القومى، وهى أيضا معادلة صعبة أخرى، وحلها يأتى من إسراع الحكومة والبرلمان بإصدار قانون الهيئات الإعلامية وقانون الإعلام الجديد، لضبط الإيقاع والتصدى للفوضى، ليس مطلوبا إعلام الاتحاد الشتراكى العربى، الذى يصبغ الأجواء بألوان تجاوزها الزمن، ولا إعلام البلاغات الكيدية الكاذبة، التى تتربص بالأفراد والمجتمع والدولة على حد سواء.
وطرق المؤتمر أبواب البطالة بعنف، وألزم الحكومة بأن تكون مدركة لتحديات التشغيل، وأن تصحح مسار النظام التعليمى، الذى ينتج خريجين ليس لهم مكان فى سوق العمل، وأن توفر الحوافز التى تخلق جيلا جديدا من شباب رجال الأعمال والحرفيين والمهنيين، بعيدا عن دواوين الحكومة المكدسة بالفشل والإحباط، والأمل ليس بعيدا بعد أن تبنى المؤتمر حزمة من المشروعات تعود بالخير على ملايين الشباب.
والأهم أن ما تم التوصل إليه من توصيات لن يحبس فى الأوراق والأدراج، وإنما سيتم متابعته وتنفيذه من فرق شبابية، تبحث كل شهر ما تم إنجازه وما تعثر، وتقدم كشف حساب تفصيليا للرئيس، بعد أن خلع عباءة الرئيس الذى يأخذ قراراته من التقارير إلى شريك رئيسى، يدير مشروعه الكبير فى نهضة شباب مصر.