الدول كلما تقدمت وازدهرت تكنولوجيا كلما استعانت بجميع بوسائل تقدمها فى التعليم، هذا ما ذكرته الدكتورة هاجر التونسى، الأستاذة فى كلية التربية، وأحد خبراء البرنامج الرئاسى فى مجال التعليم التى اقترحت أن يتم استخدام جميع وسائل التواصل الاجتماعى فى العملية التعليمية باعتبارها أحد عناصر التقدم التكنولوجى للمرحلة التى نعيشها الذى من شأنه مساعدة الأطفال والشباب على إخراج ما بداخلهم من طاقات إبداعية وتحقيق تقدم فى أسلوب التعليم، والدكتورة هاجر كانت من أولئك الشباب الذين شاركوا فى مؤتمر الشباب الوطنى الأول بشرم الشيخ الذى عقد مؤخرا تحت رعاية السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى، متخذا من الإبداع شعارا للمرحلة المصرية الراهنة والمقبلة.
كم بهرنى حقا أداء وأسلوب الحوار الذى كان الشباب المصرى الواعد يتحدثون به، وجدت تفاعلا شبابيا منضبطا ورؤى مدروسة لكل قضية ناقشوها، ولا أعتقد أن كل هذا الكم الهائل من الشباب قد تم تغييبه أو التأثير عليه لكى يتحدث بهذه الطريقة المتفائلة عن تجربته أو حتى عن أهداف المؤتمر أو الخطط المقدمة خلال المؤتمر.
فمن تابع المؤتمر بنية طيبة متفائلة سيقف على عدد من المحاور والنتائج التى لا يمكن إغفالها أولها أسلوب الحوار الراقى والحجج الواضحة والرؤية المتوازنة والمتكاملة للأمور، والانطلاق والبراعة فى التعبير عن النفس والجماعة.
المجهود المبذول الواضح لجميع فرق البرنامج الرئاسى فى مختلف مجالاته سواء التعليم أو المشاركة السياسية فى البرلمان أو الخطط الاقتصادية، وطرح الحلول والمشاكل التى يعانى منها الشباب ما يزيد على ثلاثة آلاف شاب من مختلف محافظات مصر يمثلون خيرة شبابها.
ورغم أن وسائل التواصل الاجتماعى متمثلة فى الفيس بوك وتويتر وغيرها مما يستجد تقرب العالم وتختزله فى مجتمع متفاعل يؤثر بعضه فى بعض، ورغم أن الفضل الكبير يعود لقيام ثورة يناير 2011 لهذه الوسائل، لأنها جمعت كل هذا الكم من الشباب.
إلا أن الشعب المصرى كعادته الساخرة التى تصل فى كثير من الأحيان إلى التهكم والسخرية من أجل السخرية فقط قد أتحفنا بسيل من الشتائم والنيل من كل ما حدث فى هذا المؤتمر، وكأن هؤلاء الشباب الذين يمثلون جميع قطاعات المجتمع ليسوا من مصر، وكأن الجهد الذى بذل فى ورش عمل وتواصل حوارى ودراسات قد أعدت راحت هباء منثورا.
فلا يعقل أن يكون لهذا الحدث الذى شارك فيه كل هذا العدد من الشباب بأفكاره وتواصله المباشر مع السيد الرئيس أو مع المسؤولين والوزراء، للوقوف على حل مشكلات وتبادل طرح الرؤى الشبابية لكل قضية على حدة لا نخرج منه بإيجابية واحدة وإنما سلبيات وسخرية لا تتناسب مع الجهد المبذول.
لماذا هذا الإحباط المصرى منقطع النظير قبل أن تحكموا على هذه التجربة بالفشل والسطحية؟ اسالوا أحد المشاركين بصدق فى هذا المؤتمر فلابد أن يكون فى قريتك أو الحى أو المدينة التى تسكن فيها شاب أو شابة شارك بشىء فى المؤتمر.
وأتساءل هل هؤلاء الشباب من كوكب آخر أو يمثلون بلدا غير مصر أم أنهم مصريون حتى النخاع؟ ألم يترك البعض منهم أسرهم ودخلوا فى ورش عمل وفعاليات أخذت من وقتهم، واقتطعوا من عملهم لكى يشاركوا فى هذا الحدث.
لا أصدق أن هؤلاء الشباب الواعد الذى أتيحيت له الفرصة للحديث والمناقشة وتقديم رؤية واضحة لكل مشكلة أو اقتراح قدمه لا يكون مدعاة للفخر والتقدير فبلد يمثل شبابه هذا الكم من العقول والأفكار الواعدة لا يخاف عليه أبد من الاندثار والسقوط، فإذا كنا نؤمن أن النوايا الطيبة وحدها لا تقيم الأمم فالشباب المثقف صاحب الرؤية من شأنه أن يصنع المعجزات وهو السبيل لتقدم وتماسك البلاد.
فالرهان الذى راهن به عبدالفتاح السيسى هو الشباب أى الحصان الفائز مهما كانت الصعوبات هذه دعوة للتفاؤل فى مستقبل يتقدمه شباب مصر فى كل مجال بدءاً من المجالس المحلية التى لو أمسك زمامها الشباب لكل ضمانا لإصلاح مصر فى الفترة المقبلة، ثقوا فى أنفسكم أيها المصريون، ثقوا فى شبابكم فالمقبل لن يكون أسوأ طالما اتحدنا من أجل نهضة مصر، كفانا سخرية وتحقيرا من كل شىء فلا وقت إلا للعمل وللشباب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة