تحدث مجموعة من الفتيات والسيدات السعوديات فى تقرير لصحيفة نيويورك تايمز، السبت، عن حياتهن داخل المجتمع السعودى الأبوى قائلات إنهم يعيشن فى كذبة.
وتقول منى الطحاوى، كاتبة التقرير، أن العديد من النساء كانوا يخشون مشاركة قصصهن خوفا من رد الفعل العنيف من أقاربهن من الذكور، ممن يطلعون على جميع جوانب حياتهن. وقد ركزت معظم القصص على الإحباط من قواعد ولى الأمر التى تجبر المرأة على الحصول على إذن ولى أمرها الذكر، الزوج او الأب أو الأخ أو غيرهم، لفعل أى شئ حتى حضور الجامعة او الذهاب للطبيب.
وقد شاركت نحو 6000 إمرأة سعودية قصصهن مع صحيفة نيويورك تايمز، عبر دعوة الصحيفة على تويتر بعد نشرها فيلما وثائقيا بعنوان "السيدات أولا"، حول أول إنتخابات سعودية تشارك فيها السيدات. ومن بينهم دوتبوس، البالغة 24 عاما، التى قالت "ليس مسموح لنا حتى الذهاب إلى السوبر ماركت بدون إذن أو ولى الأمر، وهذا أمر بسيط ضمن قائمة ضخمة من القواعد البشعة التى علينا إتباعها".
وقالت جوجو، "وصاية الرجل جعلت حياتى مثل الجحيم.. نريد أن نختلط بأصدقائنا وأن نذهب معهم لتناول الغذاء بحرية. أشعر باليأس". وذات مرة أصيبت رولا فى حادث مرورى، فيما رفضت سيارة الإسعاف نقلها حتى وصول ولى أمرها الذكر، وبسبب ذلك تعرضت لنزيف كاد أن يتسبب فى وفاتها.
حتى سارة الطبيبة ذات الـ42 عاما تحتاج إلى الحصول على إذن شقيقها المراهق، قبل كل مرة تسافر فيها. فيما تشعر مليكة أنها تعيش فى عزلة عن الحياة تماما، فولى أمرها لا يسمح لها بزيارة صديقاتها من النساء أو الذهاب إلى التسوق.
وتقول دينا، ذات الـ21 عاما، إن زوجها، المتزوج من 3 نساء، لا يسمح لها بالعمل بينما لا يوفر إحتياجاتها المادية كما لا يسمح لها بالسفر مع والدتها. وتضيف "أعانى كثيرا إنه يسيطر تماما ولا يسمح لى أن ألتقى بصديقاتى. يجبرنى على العيش وفقا لمعتقداته الدينية."
ورغم آلاف القصص التى تعبر عن حالة من الإحباط والألم التى تعيشها النساء السعوديات اللائى بتن يعشين فى معزل عن الحياة، فإن هناك البعض ممن قالوا أن أولياء أمورهن من الذكور كانوا داعمين لهن. وتقول عبير، 50 عاما، من لندن، إنها واحدة من النساء ممن حالفهن الحظ بأن الأب والإخوة مستنيرين ولا يتدخلون فى إختياراتها ويدعمونها.
ومع ذلك كانت عبير تشعر بالغضب فى كل مرة تسافر فيها، حيث يسألها مسئولو الجوازات عن تصريح ولى الأمر بسفرها. وتقول إنها كانت تشعر بأن أمر ما خطأ فكيف لإمرأة بالغة لا يسمح لها بالسفر سوى بتصريح بينما يتم السماح للذكور فى سن المراهقة بالسفر دون أى قيود.
وتسببت دعوة نيويورك تايمز للنساء السعوديات بتبادل قصصهن، فى رد فعل غاضب حيث أسس البعض هاشتاج بعنوان "لا تقولو لنيويورك تايمز"، مما دفع بحالة من الجدل حيث كان هناك رد فعل على هذا الغضب وكتبت إحدى الفتيات "لا تشاركى بقصتك حتى لو تعرضتى للإغتصاب على يد أبيك وهربتى، فسوف تذهبين إلى السجن. وإذا سمحوا لكى بالخروج ، فسوف يرسلوكى إلى بيت أبيكى مرة أخرى".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة