اعترفت المدعى العام للمحكمة الجنائية الدولية فاتو بنسودا، اليوم الأحد، بأن المحكمة تواجه تحديات ولكنها قادرة على تجاوزها.
وذكرت شبكة "فوكس نيوز" الإخبارية الأمريكية أن فاتو علقت - فى ندوة أقيمت فى لاهاى - على إعلان 3 دول أفريقية – جنوب أفريقيا وجامبيا وبوروندى – الانسحاب من عضوية المحكمة الجنائية الدولية، فقالت "لا أعتقد أن المحكمة الدولية مُنيت بالهزيمة وستغلق أبوابها غدا، إنها تواجه تحديات بالفعل وسوف تتمكن من التغلب عليها والمضى قدما إلى الأمام".
وكان المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك قد أعلن مؤخرا أن الأمم المتحدة تسلمت خطابا من بوروندى تخطرها رسميا برغبتها فى الانسحاب من المحكمة الجنائية الدولية، معربا عن أسفه إزاء قرار انسحاب جنوب أفريقيا من المحكمة الجنائية، وما تردد أيضا من تقارير صحفية تفيد باتخاذ جامبيا قرارا مماثلا.
على صعيد متصل، رفض ألكيس وايت، أستاذ القانون بكلية هارفارد للقانون، الاتهامات الموجهة إلى المحكمة الجنائية الدولية بأنها تركز على اتهام الزعماء الأفارقة وحدهم، مؤكدا أن مثل هذا اللوم يجب أن يوجه إلى المجتمع الدولى وليس إلى المحكمة الدولية.
وأوضح وايت - الذى كان يشغل أيضا منصب المنسق الخاص للادعاء فى المحكمة الجنائية الدولية - أن الدول الأفريقية ذاتها هى التى طلبت من المحكمة التحقيق فى بعض الدعاوى، فضلا عن أن مجلس الأمن أحال إليها دعوتين من الدعاوى الست المنظورة أمامها.
وأعرب وايت عن تفهمه لتعجب الدول الأفريقية من عدم نظر المحكمة الجنائية الدولية لدعاوى تتعلق بمناطق أخرى من العالم مثل سوريا، ولماذا لم يتحرك مجلس الأمن الدولى أيضا لإحالة الأوضاع فى سوريا إلى المحكمة الدولية، أو يقوم بتشكيل محكمة خاصة لهذه الدولة على غرار ما حدث فى يوغوسلافيا، ولكن "أعتقد أن مثل هذا اللوم يقع على المجتمع الدولى أكثر منه على المحكمة الدولية ذاتها".
وكانت روسيا والصين قد استخدمتا حق النقض "الفيتو" ضد مشروع قرار لمجلس الأمن الدولى فى شهر مايو 2014 يطلب إحالة النزاع فى سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية، على الرغم من أنها ليست عضوا فى المحكمة المذكورة.
وأشارت شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية إلى أن الدول الأفريقية تشعر أيضا بالامتعاض إزاء عدم انضمام الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة وروسيا والصين إلى عضوية المحكمة الجنائية الدولية.
