زرع معدومو الضمير عبوة ناسفة لاستهداف مدرعة للشرطة فى جسر السويس، فانفجرت فى عربة كارو لتقتل صاحبها وطفلا معه اتضح أنه ابن شقيق زوجته، بالإضافة إلى الحمار الذى يجر العربة لتجلب الرزق لصاحبها.
رتبت الأقدار لأن يكون عيد راغب عبدالسميع، والطفل إسلام، هما ضحية الإرهاب الأسود، ويفديان العربة المدرعة بما فيها من رجال شرطة كانوا يؤدون واجبهم.
خاب المخطط الأصلى للإرهابيين فى العملية، وبالطبع لن يشعروا بوخزة ضمير لحظة واحدة، لأن دم الضحايا عندهم لا يفرق إن كان دم شرطى يؤدى واجبه الوطنى، أو دم عسكرى ينذر حياته للدفاع عن الأرض والعرض، أو دم مواطن غلبان لا يملك فى الدنيا غير «عربة كارو» بحمار يخرج بها كل صباح للحصول على لقمة عيش بالحلال، فما هو الشرع الذى يأتى منه هؤلاء حججهم ليبرروا بها جرائمهم؟، وأى فتوى يستندون عليها ليقتلوا ضحايا على هذا النحو الذى يتكرر؟. لكل عملية إرهابية بغيضة ضحايا يحملون بين ضلوعهم آلاما وأحزانا وأسئلة حول ما سيحل بهم فى المستقبل، وفى عملية «جسر السويس» أمامنا السيدة المسكينة «سعاد محمد شعبان» زوجة الشهيد عيد راغب عبدالسميع التى لا تعرف ماذا ستحمل لها أيامها المقبلة، تبكى وهى تضع فى حجرها طفلها الرضيع، كما تظهر صورتها فى الزميلة «الأخبار» بعددها الصادر أمس، هى فى رقبتها الآن خمسة أبناء، كانوا جميعا يعيشون فى غرفة واحدة بالإيجار فى «عين شمس»، وبعد الحادث عادت الأسرة إلى قريتهم «النزلة» بالفيوم.
تتحدث الأم عن أنه لا يوجد دخل لها كى تعيش به الأسرة بعد وفاة زوجها ووالد أبنائها الذى لم يغضبها مرة واحدة طوال عشرين عاما عاشتها معه على الحلوة والمرة، هى تعانى من مرض الروماتيزم الذى يجعلها عاجزة عن الوقوف على قدميها لفترة طويلة.
«سعاد محمد شعبان» هى ككل سيدة مصرية فى مثل حالها لا تطلب شيئا إلا الستر، والستر يعنى مساعدتها ماليا لأنها لا تمتلك من الدنيا شيئا كما تؤكد، وهذا مطلب عادل وتلبيته فى يد المسؤولين ومنهم محافظ الفيوم.
نواجه إرهابا أسود يذهب ضحيته أبطال الجيش والشرطة، وبالمصادفة كان المواطن الفقير إلى الله «عيد راغب عبدالسميع» من الضحايا، فلا يجب أن يترك المسؤولون أسرته.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة