عادل السنهورى

احترس.. الموت متكرر

الإثنين، 31 أكتوبر 2016 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نفس السيناريو المزعج و«المقرف» والممل يتكرر كل عام فى محافظات الصعيد والبحر الأحمر.. تهطل السيول وتدمر طرقا وبيوتا وقرى كاملة وتزهق أرواحا .. فى المقابل أداء حكومى مستفز وهزيل لمعالجة الكارثة. نفس التحركات والقرارات فى كل مرة.. رئيس الوزراء فى مشهد تمثيلى فى المناطق المنكوبة والوزارات إياها تعلن صرف التعويضات للضحايا والمتضررين من السيول، حتى تتدخل الرئاسة بتخصيص مبلغ مالى لإزالة آثار العدوان، وتتطوع بعض وسائل الإعلام لإطلاق حملات الإغاثة والتبرعات لأهل الخير من رجال الإعلام.. ثم تمر الأيام بطيئة ثقيلة وتدخل فى دائرة الاعتياد والنسيان «آفة المصريين»، وتتحسن الأحوال الجوية ويصمت الجميع انتظارا للسيناريو الكابوسى القادم والموت المجانى المتكرر للمساكين من أهل الصعيد.
 
كارثة السيول كاشفة لحالة الفشل والأداء البليد والبائس للحكومة الحالية والحكومات السابقة فى إدارة الأزمة حتى تحولت أمطار الخير القادمة من السماء من نعمة فى دول العالم إلى نقمة ورعب وفزع وموت فى مصر، التطمينات والاستعدادت الجوفاء الفارغة من أى إجراءات حقيقية وفاعلة على الأرض لاستغلال مياه السيول، تخرج من أفواه المسؤولين ونتخيل معها أن السيول هذه المرة، كما كان يفعل قدماؤنا المصريون سيتم ترويضها وتوظيفها فى ظل أزمة المياه التى تواجهها مصر، ثم يستيقظ الجميع على الوجه القبيح للأمطار، رغم أن هناك دولا تقيم الشعائر والصلوات من أجل سقوط الأمطار والاحتفال بها.
 
فى مصر لا يتمنى المصريون سقوط الأمطار، فسقوطها معناه تكدس المياه فى الشوارع وتعطل حركة المرور وطفح مياه الصرف الصحى وتدمير البيوت، والأهم هو ضياع المياه هباء دون استفادة منها وزيادة حصة مصر من المياه وزراعة مساحات جديدة من الأراضى.
 
هل نصدق أن حوالى 5 ملايين متر مكعب من الأمطار تسقط سنويا على مصر كفيلة بزراعة أكثر من 700 ألف فدان، ولكن بسبب الفساد والترهل فى الإدارة المحلية والتساهل مع التعديات على مجارى ومخرات الأمطار والسيول تتحول هذه المياه إلى شبح مرعب ومفزع لأهالى 14 محافظة تتعرض للسيول سنويا رغم وجود أكثر من 126 محطة أرصاد فى محافظات مصر للتنبؤ بالأمطار والسيول وتؤدى دورها بكفاءة للأمانة وغير مسؤولة عن فشل الحكومة فى مواجهه الأزمة، فالأرصاد توقعت مواعيد سقوط الأمطار، والحكومة تعرف منذ عام بهذه المواقيت وتعرف أكثر أن الكارثة واقعة لا محالة بسبب ؤهمال المسؤولين وفساد أجهزة الإدارة المحلية، ومع ذلك تنتظر الكارثة.
فى كل أزمة وكارثة تؤكد الحكومة أنها «قليلة الحيلة» وعاجزة عن التصرف ومن يدفع ثمن ذلك هم الغلابة من الشعب المصرى.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة