بدأت علاقتنا مع العولمة بالقلق من خطورتها على الهوية، فاستبدلناها بمصطلح رقيق:"العالم قرية صغيرة" لعبت فيها أمريكا دور العمدة الفاسد، ففضلت الدول النامية أن تعيش حياة المطاريد فى الجبال حفاظا على هويتها وفقرها التليد، بينما قررت سنغافورة أن تصبح من أقوى اقتصادات العالم، لأنها ألزمت أبناءها بالنظر للمستقبل دون التعلق بأوهام أخرى، فكسرت الجغرافيا بنهضة على مساحة لا تتخطى 800 كيلو متر مربع، وهزمت التاريخ حين استغلت تنوعها فى37 عاما بعد الاستقلال لتخلق شعبا يحب العمل أكثر من الشكوى، وأحرجتنا نحن الذين صمدت حضارتنا 7آلاف سنة ولم يصمد فيها كوبرى عمره سنة أمام السيل، لأن أحدهم ترك ضميره فى المنزل.