حذرت الدكتورة نادية عويدات، أستاذ الفكر الإسلامي الحديث بإحدى جامعات الولايات المتحدة، من خطورة برنامج الكترونى فى قطر موجه للأطفال، مؤكدة إنه يخرج "دواعش ويساعد على العنف والتطرف".
وقالت إن مئات المسلمين المقيمين فى دول أوروبية يبتعثون أبناءهم لمدارس تمول من نظم متطرفة ما يصعب عملية انخراطهم فى المجتمعات الحديثة وينضمون بعدها لتنظيمات مسلحة.
وأضافت عويدات، فى كلمتها بمؤتمر "الحق فى التجديف"، الذى تنظمه مؤسسة أدهوك المختصة بالدفاع عن الحريات الدينية بالعاصمة الإيطالية روما، إن الأندلس كانت تشهد حرية فى التعبير والتفكير حتى إنها كانت أرضاً للكثير من المناظرات بين أصحاب النظريات الإسلامية المختلفة مرجعة بداية الحركة السلفية إلى عصر الإمام أحمد ابن حنبل الذى أغلق تفسيرات النص القرآنى وآمن بوجود وجه واحد للحقيقة.
وشهد المؤتمر نقاشات بين عدد من الأكاديميين العرب الذين انتقدوا قضايا ازدراء الأديان، وانقسمت القاعة بين من يرى ضرورة التخلص من الإسلام كأصل فى الثقافة العربية ومن يؤيد التمسك به والبحث عن رؤى إصلاحية.
وقال المفكر المغربى سعيد ناشيد، الذى آمن بضرورة البحث عن تفسيرات جديدة للنص الدينى تواكب العصر إن معضلة النصوص الدينية لكافة الأديان أنها كتبت في مرحلة كان المجتمع بلا مؤسسات ولا قوانين، وبالتالي من الطبيعي أن تكون تلك النصوص الخاضعة لظروف ذلك الزمان تبدو متناقضة وغير مواكبة لمعطيات الحداثة.
وأضاف: من الأجدر أن يفتح باب الاجتهاد والا يتوقف الأمر عند ذلك الزمان، ولا عند أسس التفسير وقواعدها القديمة دون النظر للمتغيرات الحياتية والاختلافات الواضحة بين معطيات زماننا وذاك الزمان.
وتابع المفكر المغربى سعيد ناشيد، قائلا: ويرجع أهمية ذلك إلى أن تفاسير النص الديني على سبيل المثال في القرآن وصل إلينا وهو يحمل الكثير من الاختلافات الواضحة وغير المنسجمة بين القراءات إلى الحد الذي يصعب فيه تجميعها، أو إيجاد المشترك فيما بينها رغم إنها في مجملها تستلهم من النص القرآني.
وقال ناشيد" وبالرغم من المكانة الهامّة التي أولاها المفسرون الأوائل للنص القرآني، ومركزيته داخل المنظومة الفكرية الإسلامية في أبعادها المختلفة، إلا أنّ القواعد والتأصيلات التي وضعها المفسرون لتفسير هذا النصّ ضيقت من مركزية القرآن، وبدل أن يكون محور الاهتمام، ونقطة التجمع الأولى، صار محورًا للاختلاف، والتوظيف الإيديولوجي.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة