إقرار قانون «جاستا» الذى يتيح لأهالى ضحايا 11 سبتمبر مقاضاة الدول التى خرج منها متهمون، ومنها السعودية، وبالرغم من لامنطقية الفكرة، فقد وجدت تأييدا ودعما من الكونجرس، وتم رفض فيتو الرئيس الأمريكى، بما يعنى أن الكونجرس والتيار الأقوى سيكون لليمين الجمهورى، وهو ما قد يعنى احتمالات لفوز ترامب الذى يقترب فكره من تفكير من طرحوا وسنوا قانون جاستا، أو فى حال فوز هيلارى، ستكون الغلبة لليمين المعادى للأجانب واللاجئين والأكثر ميلاً للحرب.
اللافت أن هناك خبراء ومفكرين حذروا من خطورة سن قانون جاستا، الذى قد يفتح الباب لمحاكمة أمريكا عشرات ومئات المرات على جرائمها المباشرة وغير المباشرة، وقد اعتادت أمريكا أن تخوض حروبها بالوكالة، من خلال تنظيمات وجماعات، وحتى تنظيم القاعدة وأسامة بن لادن، جرى صنعهما بمعرفة ودعم المخابرات، بل والإدارة الأمريكية، والرئيس الأسبق رونالد ريجان. ثم إن هناك أمريكيين وأوروبيين يمارسون الإرهاب بدعم من الأمريكان.
أمريكا كانت أول وآخر دولة فى العالم تستخدم القنبلة النووية، ضد اليابان فى هيروشيما ونجازاكى، ومن الأجدى أن يحصل عشرات الآلاف من اليابانيين على تعويضات ليس فقط عن آلاف القتلى، بل عن مئات الآلاف من المشوهين والمصابين، خاصة أن استخدام القنبلة لم يكن ضروريا، وكانت اليابان فى طريقها للاستسلام، نفس الأمر مع ضحايا أمريكا فى فيتنام ولاوس والعراق وسوريا وليبيا وفلسطين.
ولايمكن أن تزعم الولايات المتحدة بأنها لا تعرف، فقد تمت هذه الحروب علنا وبقرارات واضحة، بل اتضح أنها تمت بلا مبرر، ولأسباب وهمية وخاطئة فى العراق وليبيا.
ونفس الأمر فيما يتعلق برعاية الإرهابيين، وبالوثائق، واعترافات الشهود، وآخرها ما نقلته مجلة «فوكوس» الألمانية عن قيادى فى «جبهة النصرة» أن التنظيم حزين من تراجع تدفق الأسلحة من الأمريكيين، ونقلت الصحيفة عن القيادى فى جبهة النصرة المدرج على قائمة المنظمات الإرهابية عن الأمريكان: نحن نقدّر للأمريكيين وقوفهم إلى جانبنا، ويشكو من نقص الدعم، ومن قبل كانت هناك علاقات مع القاعدة، ومع داعش، وبالتالى فإن الإرهاب تم فى بعض منه برعاية أمريكية.
ويفترض أن تستغل دول العالم التى لها ضحايا بالملايين قانون «جاستا» لتطالب بحقها من الولايات المتحدة، ويمكن السعى دوليا بالتحالف مع الصين وروسيا واليابان والعراق وليبيا وفلسطين، لانتزاع حقوق مئات الآلاف من ضحايا أمريكا عبر العالم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة