فشلت مناورات منظمة أوبك فى عودة الاستقرار لأسعار النفط فى أول تعاملات لها بعد الاجتماع التشاورى الذى عقدته على هامش منتدى الطاقة العالمى فى الجزائر مساء الأربعاء الماضى، حيث اتفق الأعضاء على خفض الإنتاج لـ32.5 مليون برميل يوميا من مستواه الحالى الذى يقارب 33.24 مليون برميل يوميا.
وارتفعت أسعار النفط فى تعاملات جلسات التداول اليوم الإثنين إلى 50.61 دولار لخام القياس العالمى مزيج برنت بعد أن تراجعت فى بداية التعاملات إلى 49.90 دولار وارتفع خام غرب تكساس الوسيط إلى 48.60 دولار للبرميل بعد أن انخفضت إلى 47.98 دولار للبرميل.
عملية التذبذب والارتفاع التى تشهدها أسواق النفط أمر طبيعى يحدث دائما عندما يلجأ التجار إلى تغطية مراكز البيع لديهم بشكل مؤقت، وليس للتخزين عقب أى مناورات وحروب إعلامية تجريها منظمة أوبك لتحريك الأسعار فى أسواق النفط العالمية بعد هبوطها لأدنى مستوى لها عند 40 أو أقل من 40 دولار للبرميل، حيث تعتمد المنظمة فى اجتماعاتها على إطلاق تصريحات إعلامية باجتماعات تشاورية وشيكة للأعضاء لاتخاذ قرارات حاسمة لعودة الاستقرار ورفع الأسعار ثم يعقبها اجتماعات تنتهى بالفشل أو يتم تأجيل التصويت عليها للاجتماع الرسمى فى مقرها فى فينا وهو ما ينتهى بالفشل دائما.
وينتهى اجتماع أوبك بالفشل دائما نظرا لحالة الصدام الدائم بين قطبى المعادلة فى اتخاذ القرارات هما السعودية وإيران بسبب التوترات السياسية بينهما، حيث ترفض إيران خفض إنتاجها لسرعة تعويض خسائر اقتصادها بعد فترة حظر تجارى أمريكى كامل على طهران منذ عام 1995.
تخطى سعر برنت عن 50 دولار للبرميل لا يعنى عودة الاستقرار، لأن كثرة فشل اجتماع أوبك وعدم توصلها لقرارات جعلت التجار والمستثمرين دائما فى حالة شكوك من انخفاض الكم الهائل المعروض فى الأسواق والذى يؤدى إلى ارتفاع الأسعار، وبالتالى عدم القلق يؤدى قيامهم بشراء احتياجات مراكز البيع لديهم فقط والتطلع إلى مزيد من الانخفاض للأسعار فى ظل كثرة ما تنتجه حقول البترول ويضاف إلى المعروض يوميا.
وانخفضت أسعار النفط فى الفترة الماضية، بسبب زيادة المعروض عن الطلب لأكثر من مليون برميل يوميا، ففى النصف الأول من 2016 بلغ حجم المعروض نحو 32.5 مليون برميل يوميا، فيما كان الطلب المقدر 30.1 مليون برميل.
فيما يقدر حجم العرض الحالى والمتوقع الفترة المقبلة، 33.24 مليون برميل يوميا، والطلب 32.7 مليون برميل.
ومن جانبه، قال المهندس مدحت يوسف نائب رئيس الهيئة العامة للبترول سابقا وخبير الطاقة العالمى، إنه من أهم أسباب تراجع أسعار البترول عالميا هو توافر البدائل من الزيت والغاز الصخرى والوقود ذو الأصل النباتى واللجوء للطاقة البديلة.
وأشار إلى أنه من ضمن الأسباب الضغوط السياسية التى تمارسها الدول الصناعية الكبرى على الدول المنتجة والمصدرة للبترول للإبقاء على مستوى إنتاج يومى مرتفع من البترول الخام للحفاظ على مستوى المعروض من الزيت الخام للحفاظ على مستوى سعرى محدد داخل مستوى سعرى متفق عليه .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة