البطولات المصرية فى انتصار أكتوبر 1973 لا يمكن أن يمحوها الزمن، فإذا كانت هناك قلة من الذين يشوهون كل شىء، فإن الذاكرة الإسرائيلية لن تنسى هزيمتها أمام جيش مصر فى 6 أكتوبر حتى بعد ألف سنة، والدليل أن الصحف الصهيونية مازالت تكشف عن أسرار عبقرية جيش مصر ونجاح السادات فى خطة الخداع الاستراتيجى، حيث نشرت «يديعوت أحرونوت» العبرية ما قالت إنه بروتوكولات سرية جديدة لحرب أكتوبر سنة 1973 بين جيش الاحتلال والجيش المصرى، موضحة التخبطات التى سادت بين قيادة جيش الاحتلال حول محاور الحرب.
وقالت الصحيفة: إن رئيس أركان الاحتلال فى حينه «ديفيد اليعازر» اقتنع بالمعلومات التى زُعم أن مستشار الرئيس المصرى الراحل أنور السادات أشرف مروان، زود إسرائيل بها التى أكد خلالها أن هجوما مشتركا من سوريا ومصر سينفذ فى المساء ضد الاحتلال، فطلب «اليعازر» دعوة كل جيش الاحتياط الإسرائيلى وتوجيه ضربة استباقيه إلى مصر».
وحسب الصحيفة واجه وزير الحرب الإسرائيلى «موشية ديان» اقتراح «اليعازر» بالرفض، وقال «إن الولايات المتحدة لن توافق على حرب كهذه»، ولذلك جرت دعوة استدعاء جزئى للاحتياط، وتمكنت مصر وسوريا من توجيه الضربة الأولى المفاجئة التى غيرت وجه الشرق الأوسط فى ذلك الوقت.
وكان البلاغ الذى أوصلته مصر بشكل عير مباشر إلى إسرائيل بأن الحرب ستنشب فى السادسة مساء، مع أنها بدأت حقيقة فى الساعة الثانية بعد الظهر، هو أيضا بلاغ تضليلى كان هدفه توجيه ضربة للقوات الإسرائيلية وهى فى مرحلة تجميع القوى غير جاهزة للحرب.
وأكدت البروتوكولات الجديدة أن جميع القادة الإسرائيليين تعاملوا مع البلاغ على أنه صادق، وتركوا عطلتهم حال وصول البلاغ مساء يوم الجمعة 5 أكتوبر، وباشروا البحث فيما يمكن عمله.
ودعا وزير الحرب فى حينه موشيه ديان إلى جلسة عاجلة لقادة الأجهزة الأمنية فى الساعة السادسة من صبيحة السبت 6 أكتوبر، وانضم اليعازر رئيس الأركان للاجتماع، وخلال الاجتماع، طلب اليعازر دعوة كل قوات الاحتياط وتوجيه ضربة استباقية للقوات المصرية.