سامح المشد

كذب الإخوان ولو صدقوا "2"

الجمعة، 07 أكتوبر 2016 08:05 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لقد مارس الإخوان، كل أنواع التضليل والكذب المباشر، وغير المباشر، والخداع المتعمد، وخدعت مع سبق الإصرار والترصد، ملايين البشر من الناخبين، الذين منحوهم أصواتهم، وفق ما يمكن اعتباره خريطة مبادئ سياسية، تنكرت لها الجماعة، وانقلبت عليها، بداية من نسبة التمثيل بمجلس الشعب، التى قطعت بها، ثم تنكرت لها بشدة، وبانتهازية مفرطة، وعنصرية مغرضة، انقضت على الجميع، ولكونها مثل الحاوى، تجيد اللعب بالنار، فقد لعبت على كل الحبال، واصطنعت وصنعت ملايين الأقنعة، للخداع، وبث سم الأفاعى، وكتابة سيناريو ابتلاع كل شىء فى وقت واحد، (الشعب، والشورى، والنقابات، والاتحادات الطلابية، والجمعية التأسيسية، والرئاسة(.

 

كالعادة أنكر الإخوان ضلوعهم فى حادث اغتيال الزعيم جمال عبد الناصر، المعروف باسم المنشية، كما أنكروا جميع الحوادث، والأحداث التى تلتها، والتى سبقتها، ومبالغة فى الكذب، اتهموا أجهزة الأمن المصرية، بأنها صاحبة التفكير، والتدبير، لهذه الحادثة، حتى ينتقم من تنظيم الإخوان بالتخلص منه. ما من مصيبة إخوانية، إلا والكذب من ورائها، وما من كارثة، إلا وللخداع نصيب منها، وما من طامة، إلا وللمصلحة قدم فيها، ولكن دائما ما ينكشف كذبهم، وينقشع زيفهم، ويسدل الستار على مبررات خداعهم، ووضع الأسباب التافهة لهذه الأكاذيب. ونظرا لأن كذب الإخوان لا يدوم، ولا يتوقف، فلا بد وأن تكشفه الأيام والسنون. وفى مثل هذا الحدث الجلل (المنشية) قدم لنا كما عودنا، الأستاذ العالم العلامة، المؤرخ الكبير، والكاتب العالمى، والسياسى المحنك، والصحفى الأول على مستوى العالم، محمد حسنين هيكل، فى كتابة الكاشف (ملفات السويس)، حيث كشف لنا كذبهم، وزيفهم، عندما أنكروا صلتهم بهذه الجريمة، فقدم لنا اعترافات المتهمين عند محاكمتهم، فضلا عن اثنتين من أهم الوثائق، بخط يد المرشد العام حسن الهضيبى، وكذلك الإرهابى الخسيس، الذى حاول اغتيال الرئيس الراحل جمال عبد الناصر. أما الوثيقة الثالثة التى قدمها الداهية العبقرى هيكل، والتى كانت بخط يد عبد القادر عودة، عضو مكتب الإرشاد، وأحد المتورطين الإرهابين، بجريمة المنشية. هذه الوثائق الخطيرة، والتى تكشف كذبهم، موثقة باعترافات، ومعلومات سرية، وبيانات تفصيلية، حول تورطهم بمرشدهم، مع أعضاء مكتب الإرشاد. وكان أحد تلاميذ هيكل، الكاتب السياسى الأمريكى الكبير، (روبرت دريفسون)، وثق أيضا هذه الجريمة الإخوانية، بعد أن وثقها هيكل.

 

لقد خاب ظن الإخوان، أثناء فترة حكمهم، عندما ظنوا أنهم أكلوا بل ابتلعوا (خروف محشى) من فوق مائدة كبيرة، طويلة، وثمينة، يجلس عليها ناهمون، ويحوم حولها جائعون، ويحلق فوقها متنافسون، ولكنهم فى الواقع حاولوا أن يأكلوا ويبتلعوا مصر كلها، أرضا، وزرعا، وسماء، وشعبا، وجيشا، وشرطة، ونعما، ونعيما، وخطفوا حاضرها، ومصادرة مستقبلها، واللعب على وتر ماضيها، وكسر فرحتها، وسرقة ثورتها، وخداع شعبها، وكل ذلك لحساب فصيل مشوهة عقولهم، مذبذبة أفكارهم، مجمدة حواراتهم، أعمالهم عنيفة، آرائهم عصبية، كلماتهم عنصرية، من أجل مصالح تعبر عن شراهة نفوس، امتلأت بالعقد، والصغائر، والضغائن، ضد كل مؤسسات الدولة.

 

ومن حسن حظ المصريين، أن هذه الفترة الإخوانية الكاذبة، التى أثبتت فشلها بجدارة، لم تطول أكثر من عام، ولولا جيش مصر العظيم، لدفع المصريون من حاضرهم ومستقبلهم، ثمنا باهظا، تكفيرا عن ذنوب الإخوان. لذلك يتضح أن هناك رابطا كبيرا بين (الإخوانية، والصهيونية) ولا يوجد فارق بينهما فى كثير من الأمور، وعلى سبيل المثال لا الحصر، أن الإخوان أثناء حكمهم المشئوم، بدلا من أن يطالبوا بالقصاص، لشهداء ثورة 25 يناير، انتقموا من معارضيهم، وابتزوا الشعب باسم الإسلام، وتاجروا بالدين، وباعوا الفضيلة للمصريين، وباعوا الجنة لأتباعهم. أما الصهيونية البغيضة أيضا، بدلا من السعى فى طريق القصاص من النازية، التى أرهقتهم، وأذهقتهم، ونكلت بهم، فسرقوا فلسطين تحت مباركة أوروبية، كما بدا جليا، أن محاولة الإخوان سرقة مصر، كان بمباركة قطرية، وتركية، وحمساوية، بمغافلة من شعوبهم، التى من المفترض والمعروف أن هذه الشعوب، تمتلك القدرة على ضبط الإيقاع المنفلت، لقياداتهم الفاسدة، الممتلئة بالأحقاد والتى ستكون سببا لامتلائهم بالأغلال يوم القيامة.

 

قيادات الإخوان تنكرت لجميع الوعود، والعهود، التى وعدت، وتعهدت بها، وقطعتها على نفسها عامدة متعمدة. وأن إيجاد التبريرات، لهذا الكذب المباح عندهم، هو إصرار، وتأكيد، على استمرارية الجرم السياسي، والاجتماعى، والدينى، والأخلاقى، ولا بد لهذه القيادات، بدلا من صراخهم داخل السجون، ومن بين قضبان الأقفاص، مراجعة أنفسهم مراجعة، سياسية، وأخلاقية، يعترفون بموجب هذه المراجعة، أن الإخوان قد تنكروا لكثير من المبادئ الأخلاقية، والثوابت الدينية، والفكرية، والسياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والأخلاقية، التى نادى بها الإسلام وسماحته وجماله وروعته. فضلا على أن الإخوان دائما مايعلنون تمسكهم بالديمقراطية، والحياة الحزبية، والنيابية، على عكس ما أعلنه وكتبه المؤسس حسن البنا، ومطالبته بالتحرر من هذه الديمقراطية الكريهة، والشكليات التقليدية الفارغة، التى قال البنا، أنه لم يجد منها إلا الشوك والعلقم.

 

وحتى عندما خرج علينا رئيسهم محمد مرسي، أثناء حلف اليمين، بالقصر الجمهورى، وأقسم على احترام الدستور والقانون، ورعاية مصالح الشعب، وحدود الوطن وسلامة أراضيه، كان يعلم وهو يقسم أنه كاذب، وأن هذا القسم العظيم بسطوره ومعانيه، يتعارض تماما مع أهداف وتطلعات الجماعة، والدليل على ذلك أنه بعد أسبوع واحد فقط حنث بيمينه، ورمى بقسمه عرض الحائط، وخالف الدستور والقانون، والعهود المصرية، والأعراف المحلية، والمواثيق العالمية، والبروتوكولات الدولية، وقام بتعيين نائب عام إخوانى، وتوظيف أكثر من 13 ألف إخوانى فى جميع مؤسسات الدولة، على مستوى الجمهورية، وحصن نفسه، وقدم دستور شيطانى.

• المتحدث الرسمى باسم النادى الدبلوماسى الدولى.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة