الغريب هذه المرة أن الرسالة لم تكن أنثوية الطابع كما اعتدنا أثناء تلقى مشاكل القراء بصفحة ولد وبنت، هذه المرة كان المرسل "أب" لديه ابنة فى الثامنة عشر من العمر، أكتشف مؤخراً أن لها حياة موازية لا يعرف عنها شيئاً، لا يفهم هو كثيراً فيما يتعلق بالتكنولوجيا الحديثة التى أنغمس بها هذا الجيل، ولكن ما تمكن من التقاطه أن بنته تمر بعلاقة حب، وقال فى رسالته : أنا بنتى بتحب، طول عمرى بسمع الموضوع ده بس عمرى ما فكرت لو حصل لبنتى ممكن اتصرف ازاى، اتعودت أتعامل مع بنتى بمنطق الصداقة، ولكن حاسس انى مش عارف اتصرف، أنا بشوفها بتتكلم فى التليفون كتير، أحياناً بحس انها خارجة فى أماكن من غير ما تقول هي فين بالظبط، أنا عارف أن دى أحكام سنها، بس خايف اتعامل بشكل غلط".
التعليق على الحكاية ..
ما يحدث لابنتك طبيعى ومنطقى بنسبة مائة بالمائة، سنها يفرض عليها تجربة أول مشاعر حب، ولكن هذا لا يعني أن دورك فى توجيهها انتهى، على العكس تماماً، اليوم هو موعد القيام بدور الأب الحقيقى، فهى تحتاج لوجودك أكثر من وجود والدتها، أنت من يمتلك خيوط اللعبة، وانت من يمكنه تحويل الأمر لعلاقة آمنة تمر سريعاً أو تستمر حسب ظروف العلاقة، أو من يمكنه تحويل الأمر لكارثة تأتى بنتائجها العكسية عليكِ وعلى ابنتك، يجب عليك التدخل بحذر دون أن تخيفها من رد فعلك، وفى الوقت نفسه إياك وتجاهل الأمر، كل ما عليك هو اصطحاب ابنتك فى مكان لطيف، والحديث معها بصراحة عما اكتشتفه، ليس بطريقة عنيفة، ولكن بحب واحتواء والقليل من الحزم، مع تصدير شعورك بالضيق من كتمانها الأمر، تعرف على القصة بالكامل، وكن أنت المشرف على المحادثات الهاتفية والخروج معه، كن موجوداً فى كل التفاصيل، اتركها تجرب الحب تحت إشرافك وليس من وراء ظهرك، وحتى ان انتهت هذه العلاقة وهذا أمر وارد بالنسبة لهذا السن، ستتمكن وقتها من احتواء ابنتك، والخروج بها من الأزمة، وستكون حاضراً فى مخيلتها فيما بعد إذا دخلت فى علاقة حب أخرى.