أكرم القصاص - علا الشافعي

كريم عبد السلام

دفاعاً عن جورج رشاد

السبت، 08 أكتوبر 2016 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
خطير أن نعيش أسرى ثقافة الخوف أيا كان مصدرها، سلطة رسمية أو تيار سياسى أو مزايدون أو متطرفون يحاولون صبغ الحياة باللون الوحيد الذى تميزه عيونهم العمشاء أو الفكرة الوحيدة التى استطاعت عقولهم المحدودة استيعابها، أقول ذلك بمناسبة الضجة التى أثارها حرص جورج رشاد مذيع قطاع الأخبار بالتليفزيون على الموضوعية فى سرد حقائق التاريخ.
 
المذيع صاحب التاريخ الطويل بالتليفزيون كان يستعرض تاريخ انتصار 6 أكتوبر بدءا من حرب الاستنزاف مرورا بتفاصيل الانتصار ورجاله البارزين، وأشار فى سياق حديثه إلى دور الرؤساء جمال عبد الناصر والسادات ومبارك فى هذه الحرب، لكن مجاهيل السوشيال ميديا سرعان ما تلقفوا إشارته إلى مبارك مجتزءة من سياقها باعتبارها خطيئة كبرى، وتحت ضغط مواقع التواصل اتخذ رئيس قطاع الأخبار بالتلفزيون قرارا باستبعاد جورج رشاد لفترة من تقديم برنامج صباح الخير يامصر، وتحول الموضوع برمته إلى مادة للجدل والخلاف والمزايدة والمزايدة المضادة ما بين من يدافع عن ثورة 25 يناير ومن يدافع عن مبارك على طريقة ولا يوم من أيامك!
 
جميع الذين دخلوا فى هذا الجدال الفارغ كانوا واقعين تحت تأثير ثقافة الخوف، الخوف من اعتبارهم فلولا، الخوف من اعتبارهم أناركيين، الخوف من أن يكونوا خارج منطقة المزايدات الساخنة، أو الخوف من اتخاذ موقف موضوعى والدفاع عنه وتحمل المسؤولية عن ذلك، ولم يتساءل أحد ماذا فعل جورج رشاد؟ أو ماذا كان مطلوبا منه أن يفعل عند استعراض تاريخ حرب أكتوبر المجيدة؟
 
هل كان مطلوبا من الرجل أن يغفل دور مبارك كقائد للضربة الجوية الأولى ويمضى فى حديثه دون ذكره مع ذكر الأبطال الآخرين الذين ساهموا فى هذا الانتصار؟ وساعتها هل كان سيرضى رئيس قطاع الأخبار وأنصار مبارك ومؤيدى ثورة 25 يناير؟ وهل الأطراف التى دخلت فى جدال ساخن فى المطلق حول مبارك وثورة 25 يناير كانت ستمتنع عن الجدل فى هذه الحالة أيضا؟!
 
من ناحية ثانية، إذا كنا نحاكم مبارك على مخالفاته وجرائمه خلال العشر سنوات الأولى من حكمه، وعلى تكريسه للفساد هو وعائلته، فهل يعنى ذلك أن نمسح تاريخه السابق بأستيكة؟! إذا كنا ونحن فى موضع قوة نحاكم مبارك ونفتش عن أصغر جرائمه ومخالفاته قبل أكبرها، فهل نسمح لأنفسنا بأن نتحول إلى جلادين وطغاة ونحوله إلى شيطان رجيم خوفا من أن نُتهم بمناصرته!
يسقط الخائفون وتراثهم.. ويسقط المزايدون أيا كانوا









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة