د. محمد شومان

«عمرو وإسعاد».. «الشعب يأمر»

الأحد، 09 أكتوبر 2016 11:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أتمنى أن تستمر الحملة وتتحول إلى آلية تلتقط كل فترة أهدافاً جديدة وتعمل على تحقيقها

 
 
تحية تقدير لمبادرة إسعاد يونس، بتشجيع صناعات مصرية عريقة تعانى من نقص أو غياب الإعلان عنها، وتحية لعمرو أديب على مبادرته الذكية وغير التقليدية «الشعب يأمر»، فقد جاءت فى موعدها لأن الأسعار نار، ومعاناة الناس فاقت كل التصورات، من هنا استجابت المبادرة لاحتياجات حقيقية لدى الجمهور، ولدى بعض منتجى وموزعى المواد الغذائية.
 
مبادرتا «إسعاد وأديب» أكدتا أن الدور التنموى للإعلام لم ولن يموت، وأكدت للجمهور أن الإعلام يمكن أن يكون معهم.. يشعر بهم، ويشاركهم معاناة الحياة اليومية، ويمكن أن يقدم المساعدة للجميع بكرامة ونزاهة، وبعيدا عن فلوس الإعلانات أو جبروت وكالات الدعاية والإعلان. أخيرا وبعد فيضان مدمر من برامج الطبخ والتشهير والفضائح ظهر أن هناك أملا فى تقديم برامج ومبادرات لديها شعور حقيقى بالمسؤولية الاجتماعية، وبضرورة تشجيع الصناعة الوطنية.
 
ليس لدينا مراكز بحوث أو رصد لنسب المشاهدة، لكن كل المؤشرات تؤكد نجاح «إسعاد وعمرو» وأنهما حققا معدلات مشاهدة مرتفعة.. والأسباب مفهومة، لكن أهمها على الإطلاق، وباتفاق أدبيات بحوث الإعلام، أنهما قدما مضمونا حقيقيا وصادقا، يخاطب هموم ومشكلات أغلبية المصريين، ويقدم بعض الحلول. المعنى أن الإعلام الجاد والواقعى والقريب من مشكلات الناس قادر على النجاح والاستمرار. بينما إعلام الفقاعات والفضائح قد ينجح مرة أو عدة مرات، لكنه لن يستمر طويلا. وقد شاهدنا فى السنوات الأخيرة ظهور واختفاء برامج ونجوم من ورق.. اشتهروا سريعا واختفوا.
 
إعلام وبرامج المسؤولية الاجتماعية صعبة، وتحتاج إلى مجهود كبير وتفكير غير تقليدى.. باختصار تحتاج إلى إبداع، أما إعلام وبرامج الفضائح والتسلية وقتل الوقت فهى نمطية وسطحية وسهلة للغاية، لذلك انتشرت ودمرت العديد من البرامج والفضائيات. وقناعتى أن البرامج الجادة وغير التقليدية قادرة ليس فقط على النجاح وزيادة معدلات المشاهدة، وإنما قادرة أيضا على إنقاذ صناعة التليفزيون فى مصر، وخدمة الوطن، من خلال مساهمتها فى توعية المواطنين وحل مشاكلهم، إضافة إلى دعم وتشجيع جهود التنمية.
 
وتبقى لى أربع ملاحظات واجبة، الأولى أين الغرف التجارية واتحادات الصناعات من مبادرة الشعب يأمر، وكنت أظن أن هذه الكيانات التنظيمية هى الأولى بإطلاق مبادرات خفض الأسعار، لكن الإعلام سبقهم وقاد عمرو أديب المبادرة، لكن بقى لهم شرف الانضمام إليها والحفاظ على استمرارها، لأن فيها فائدة للمستهلك وللتاجر ولأصحاب المصانع، فزيادة المبيعات ستحرك عجلة الإنتاج والتوزيع.
 
الملاحظة الثانية: أخشى أن يستغل بعض التجار والمنتجين الفرص الدعائية التى يتيحها عمرو أديب وحملته الشعب يأمر، ويطلقون وعودا وتخفيضات لا يلتزمون بها، تماما كما سمعنا وشاهدنا عشرات من رجال الأعمال الذين وعدوا بالتبرع بمئات الملايين لحملة من أجل مصر، ثم تنصلوا من وعودهم ولم يدفعوا شيئا.
 
الملاحظة الثالثة : لابد من وجود آليات لمراقبة تصريحات بعض المنتجين وسلاسل التوزيع ،والتأكد من مدى التزامهم بما أعلنوا عنه من تخفيضات، وطبعا لا يمكن للإعلام أو برنامج عمرو أديب القيام بهذا الدور، ولكن يمكن للدولة ولجمعيات حماية المستهلك وباقى جمعيات المجتمع المدنى القيام بهذا الدور. وهنا أدعو لتشكيل مئات وآلاف من جمعيات الدفاع عن حقوق المستهلك، بحيث يكون لكل حى أو قرية جمعية تراقب الأسعار وجودة المنتجات، وتقدم بدائل وحلول لمشكلات الغلاء قد يكون من بينها مقاطعة بعض السلع أو بعض المحلات.
 
الملاحظة الأخيرة: أتمنى أن تستمر حملة الشعب يأمر وتتحول إلى آلية تلتقط كل فترة أهدافا جديدة، وتعمل على تحقيقها، كما أتمنى أن تطرح إسعاد يونس، ومقدمو برامج آخرون أفكارا ومبادرات جديدة، لأن الشعب يريد خفضا لأسعار السلع الغذائية، كما يحتاج أيضا إلى تخفيض فى أسعار كثير من الخدمات كالتعليم والدروس الخصوصية وأسعار المستشفيات، كما يريد أن تستمع إلى مشاكله أجهزة الحكومة والحكم المحلى.

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة