كرم جبر

الحكومة تواجه جنون الدولار بـ"بركة دعا الوالدين"!

الثلاثاء، 01 نوفمبر 2016 11:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نفسى أعرف خطة الحكومة والبنك المركزى، لتأديب الدولار الذى تحول إلى بلطجى، يبتز الاقتصاد المصرى ويتلاعب بالسوق والأسعار، وهو المسؤول الأول والأخير عن كل الأزمات، ابتداء من اختفاء السكر وارتفاع سعر كيلو العدس، حتى إلغاء حجوزات السيارات الجديدة، ورغم ذلك لم تكشر الحكومة عن أنيابها، ولم تعلن الحرب المشروعة ضد عدوان الدولار الصارخ، وأصبحت مثلنا تتفرج عليه مستسلمة، وتتابع غزواته فى السوق السوداء، وتتصدى له ببركة دعا الوالدين.
 
ربما لأن رئيس الحكومة رجل بترول وليس خبيرا اقتصاديا، والمرحلة الحالية تحتاج أستاذا من طراز الدكتور عاطف صدقى رحمه الله، الذى تسلم مهام منصبه فى ظروف مشابهة، واستطاع أن يغلف قرارات الإصلاح المرة بغطاء حلو، حتى عبرت البلاد الأزمة ووصلت إلى بر الأمان، ولكن مشكلة الحكومة الحالية افتقاد الرؤية والبرامج المعلنة، فلا تقدر على مواجهة السماسرة وتجار العملة الذين يرتكبون جرائما لا تقل خطورتها عن الأعمال الإرهابية، ولا تمتلك القدرة على ضبط إيقاع الانفلات.
 
القضية أخطر من أن تترك لضغوط المستوردين وجمعيات رحال الأعمال، الذين يستخدمون دائما فزاعة هروب الاستثمارات والمستثمرين، لتخويف الحكومة كلما قررت اتخاذ إجراءات مشددة لوقف النزيف، فأين هم المستثمرون وأين هى الاستثمارات الخائفية من هروبها؟ وعلى سبيل المثال لا الحصر تتعثر قرارات وقف استيراد السلع الاستفزازية، لأنها تصب ملايين فى جيوب أصحاب الضغوط، وإذا تم القبض على تاجر عملة اليوم يفرح عنه غدا، ليعود ويمارس نشاطه بتبجح وجرأة.
 
يعرف القاصى والدانى أن مصر تتعرض فى الوقت الراهن، لمؤامرات متعددة فى الداخل والخارج، لضرب اقتصادها ووقف خطط الإصلاح والنمو، ورأس الحربة هو الدولار وقفل المصادر الرئيسية التى يجىء منها، وأهمها تحويلات المصريين فى الخارج، وهذا الأمر يتطلب ابتكار استثمارات جديدة لجذب مدخراتهم بعيدا عن تجارة العملة، وأهمها على سبيل المثال الاستثمار العقارى، بتقديم تسهيلات وحوافز جاذبة، وليس بالمغالاة فى أسعار الأراضى، والتعامل مع العاملين فى الخارج بمنطق الاستغلال.
 
المقترحات كثيرة ويا حبذا لو فكر رئيس الوزراء، فى عقد مؤتمر اقتصادى محدود جدا، وعنوانه موضوع واحد «الإجراءات العاجلة والآجلة لمواجهة أزمة النقد الأجنبى»، وأن يسهم المشاركون بأوراق عمل موجزة تتضمن اقتراحات عملية، وليس نظريات جدلية ودروس نظرية، فما خاب من استشار، والحكومة الحالية فى أمس الحاجة لاستشارات كثيرة. 






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة