رغم مرور عدة أيام على محاولة الحوثيين إطلاق صاروخ باليستى على مكة المكرمة، وانتفاضة الدول الإسلامية، والعربية وكذلك حركات إسلامية ضد هذه المحاولة، إلا أنه من الملاحظ صمت تام من جماعة الإخوان التى كانت تحرص دائما على إصدار بيانات تحريضية ضد مصر والمنطقة.
الصمت الإخوانى كشف التناقضات التى يعانى منها التنظيم، خاصة فى ظل فضح سلفيين علاقة الإخوان بالشيعة، ودعمهم لإيران، بطرق غير مباشرة، فالتنظيم الذى كان يحرص على إصدار بيانات إدانة للعمليات الإرهابية فى تركيا وبعض العمليات الإرهابية فى أوروبا صمت تماما عن ما فعله الحوثيون.
خلال الأيام الأخيرة أصدر الإخوان بيانين كان أحدهما بيان تعزية لأمير قطر بعد وفاة أمير قطر الأسبق الشيخ خليفة بن حمد آل ثانى، بجانب إدانة لأحد العمليات الإرهابية التى شهدتها تركيا، بينما تجاهل التنظيم تماما إطلاق صاروخ تجاه مكة المكرمة.
من جانبه قال هشام النجار الباحث الإسلامى إن الجماعة تحاول اللعب على المتناقضات وتقاطع مصالح القوى الإقليمية المختلفة وترى أن أزمتها الحالية تجعلها تبقى على علاقاتها مع مختلف الأطراف الإقليمية صاحبة المصالح جيدة، وفى مقدمتها إيران وتركيا على الرغم من تناقض الأهداف والمصالح الظاهر بينهما.
وأضاف، فى تصريح لـ"اليوم السابع"، أن الإخوان تبقى على مواقفها فى المنطقة الرمادية فيما يتعلق بمستجدات وأحداث الشأن الإقليمى فهى حلفية لتركيا وعلى تواصل وعلاقات بإيران، كما أنها تنظر لمآلات الأحداث فى الساحة اليمنية وترى أن موقفها هذا يخدم حضورها المستقبلى فى السلطة باليمن وفقاً لمختلف السيناريوهات والتوقعات.
وفى ذات السياق قال طارق البشبيشى القيادى المنشق عن جماعة الإخوان إن التنظيم لا يهمه أى قضايا تتعلق بالمنطقة العربية لكن ما يهمه فقط هو تحقيق مصالحه حتى إذا جاءت ضد مصالح المنطقة، موضحا أن كل يوم الجماعة تكشف تناقضاتها للجميع.
وأضاف القيادى المنشق عن جماعة الإخوان أن تجاهل التنظيم مثل هذه الواقعة يؤكد أنه ليس جماعة إسلامية كما يزعم لأنصاره ولا يهمه خدمة الإسلام خاصة أن ما حدث يؤثر على كل المسلمين.
بدوره قال الشيخ سامح عبد الحميد الداعية السلفى إن الإخوان لا يهمهم قضايا الأمة حتى لو قُصفت مكة والهم الأول للإخوان هو الكرسى.
وأضاف الداعية السلفى أن الإخوان لم تشجب ولو فى بيان واحد قصف الحوثيين للبلد الحرام ذرًّا للرماد فى العيون، ولا يستطيعون التنديد بهذا القصف لأنه جاء من الحوثيين أتباع إيران، وإيران متحالفة مع الإخوان وراعية لهم، وكأن الإخوان يخافون على مشاعر الشيعة أكثر من خوفهم على مكة المكرمة.
وتابع "جماعة الإخوان لا تشجب القتلى من الشرطة والجيش وعامة الشعب، ولا تشجب تدمير مؤسسات الدولة بل تحض عليه وتفرح بذلك التخريب، وهذه المواقف المخزية لا تُنسى، بل هى وصمة عار فى تاريخ الإخوان الأسود".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة