أكرم القصاص

«ترامب وهيلارى وباتمان»

الخميس، 10 نوفمبر 2016 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
جديا.. الولايات المتحدة تحكمها مؤسسات وتوازنات مصالح وتكتلات السلاح والمال والبترول والإعلام والبنتاجون والاستخبارات، فى براجماتية ومصالح واضحة. هناك ثوابت منها دعم إسرائيل، هذا ما يبدو دائما، وربما لهذا لا يرى العربى العادى فرقا بين الجمهوريين والديمقراطيين، وقد جرب من الجمهوريين ريجان وبوش الأب والابن ومن الديمقراطيين كلينتون وأوباما وكاد يجرب هيلارى كلينتون، فهؤلاء قد يمثل خيارا للأمريكيين، لكنه لا يمثل كثيرا للعرب والعالم، فمصالح إسرائيل دائما مضمونة.
 
ربما لهذا يبدو مفهوما أن يمثل فوز دونالد ترامب، وخسارة هيلارى كلينتون، صدمة ومفاجأة للأمريكيين، لكن أن يكون الأمر صادما لعرب أو أمريكيين، فهذا ينقلنا فورا إلى عالم تمثل فيه أمريكا نقطة اهتمام.
 
الصدمة تأتى لأن النتائج جاءت على عكس توقعات وسيناريوهات ومواقف الإعلام الأمريكى والغربى، وحتى الحزب الجمهورى أعلن انحيازه ضد مرشح، ومساندته لهيلارى ثم تأتى النتائج عكس كل هذا.
 
ربما يكون هذا هو الدرس الأعمق منذ أطلت ثورة المعلومات والفضائيات ومواقع التواصل، حيث غالبية الإعلام والنخب والأجهزة تدعم مرشحة وتسرب ضد منافسها وتدفع نحو خسارته ثم يفوز، حسب ما هو معلن لا يستحق ولا يمتلك المؤهلات، ويمثل تهديدا للديمقراطية، فهل كانت هذه الصورة مصنوعة بتعمد أم أن الناخبين اختاروا المرشح الخطأ؟ هذا ما سوف تكشفه التجربة وليس التحليلات والمواقف الفكاهية لخبراء «كل شىء».
 
ربما يكون مفهوما صدمة الأمريكيين والغرب، أو حتى حاملى الجنسية الأمريكية من العرب والمصريين، لكن ماذا عن صدمة نشطاء وسياسيين كانوا يراهنون على أمريكا أكثر من رهانهم على أنفسهم، ويتخذون مواقف منحازة لآخرين. هؤلاء راهنوا على هيلارى كلينتون ودعموها باعتبارها الخيار الأفضل والأعظم، قبل أن يتحولوا إلى أرامل ويتامى يلطمون ويعودون لحديث أن أمريكا دولة مؤسسات لا يحكمها فرد أيا كان، لتعود نغمة «سنظل أوفياء».
 
مرات كثيرة طلبنا ممن اعتادوا الفتوى فى كل شىء أن يراجعوا تحليلاتهم السابقة وتوقعاتهم ليعرفوا ما إذا كانت حقيقية أم وهمية، ولا ننسى أن هناك من راهن يوما ما على باراك أوباما أنه منقذ «باتمان وايرنمان وماسنجر»، الذى سوف ينتزع آثار سياسات جورج بوش بغزو العراق وإشعال الحروب فإذا بنا أمام «باراك مان»، حيث أنتج ودعم ظهور داعش فى العراق وسوريا وليبيا وتم تفكيك دول وأنظمة بلا بدائل، فيما بدا أنه استكمالا لفوضى اليمين الجمهورى لبوش، النتائج تقول دائما إن الرهان على أن ينقذ رئيس أمريكى ضربا من المستحيلات.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة