تاجرة مخدرات تائبة: "دخلت سوق الكيف عشان الزهر يلعب.. فلعب بيا فى السجن"

الخميس، 10 نوفمبر 2016 03:33 م
تاجرة مخدرات تائبة: "دخلت سوق الكيف عشان الزهر يلعب.. فلعب بيا فى السجن" تاجرة المخدرات التائبة
كتب محمود عبد الراضى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

سيدة عجوز،  تخاف تصافحها بقوة خشية أن تسقط منك أرضاً، تتحدث بصعوبة، تمتزج حروفها بالألم والحسرة، وتسبق دموعها حروفها، نادمة على عملها فى حرام من خلال تجارة المخدرات، بعد أن ورطها زوجها فى هذه التجارة، وتركها بمفردها خلف أسوار السجون تتجرع الألم والحسرة.

 

التقى "اليوم السابع"، بـ"تاجرة المخدرات التائبة"، لتحكى قصتها مع عالم "الكيف"، وكيف دمر حياتها، فلم تجنى منه إلا المٌر والعلقم، ولم تودى ابنها عندما خرج على نعوش الموت، حيث منعتها أسوار السجن من حضور جنازته، وعندما خرجت للحياة مرة أخرى دخل اثنين من ابنائها السجن.

 

وتقول تاجرة المخدرات التائبة، أنا إسمى "منى.م" لكن الناس ينادونى بـ"أم سيد"، حتى كدت أنسى إسم "منى" لولا دخولى السجن، حيث كانت تنادينى السجانة به، وكنت فتاة جميلة الملامح، وجهى مشرق للحياة، على أمل الزواج من شخص يصون عرضى ويحافظ على، وتزوجت ومرت الأشهر الأولى برداً وسلاماً، ولكن "الحياة مش كلها حلو..يا ابنى"، فتعرضنا لظروف قاسية فى حياتنا، وقفت بجوار زوجى وساندته ودعمته، شأن كل سيدة مصرية أصيلة، وكنت أصبره على قسوة الأيام ومرارتها، ونتعشم فى القادم أفضل، لكن الأمانى والأحلام دائماً كانت تتبخر مع الظروف الصعبة والقاسية، ونصطدم بواقع مرير، لم يستطع زوجى الصبر عليه طويلاً.

 

تلتقط السيدة العجوز أنفاسها، قليلاً، لتواصل حديثها مرة أخرى، وتقول: روادت زوجي فكرة الإتجار بالمواد المخدرة، بعدما كفر بالفقر، وثار عليه، وقرر أن "نقب على وش الدنيا ولو من حرام"، فلم أوافقه، إلا أن إصراره كان هو الأقوى، ووجدت نفسى زوجة تاجر مخدرات، ومع الوقت أصبحت أنا أيضاً تاجرة، لا أنكر أن الدنيا اختلفت "تقدر تقول كدا الزهر لعب معانا"، لكن قلبى كان دائماً متخوف من لحظة ما، كنت على يقين أن الحرام لن يدوم، حتى تم القبض على، وهرب زوجى بعدما ورطنى فى سوق الكيف، ووجدت نفسى وحيدة، متورطة فى قضية مخدرات، وصدر ضدى حكم بالسجن 3 سنوات، ودخلت السجن، وأصبحت حبيسة الألم والأحزان.

 

تتنفس السيدة بقوة، وتكمل حديثها قائلة: تعلمت فى السجن الصبر وندمت على ما فات، وقررت عدم العودة إليه مرة أخرى، إلا أن الألم قرر ألا يفارقنى، فتلقيت خبر وفاة ابنى وأنا داخل السجن، ولم أراه أو ألقى عليه نظرة الوداع، وخرجت إلى الحياة بعد إنتهاء العقوبة واكتشفت دخول اثنين من أبنائى السجن، فضاع كل شئ ولم يتبقى لنا سوى ذنوب الحرام.

 

وقالت السيدة، أعيش فى شقة إيجار بمدينة بدر، ولا أستطيع سداد 400 جنيه شهرياً، خاصة أننى ليس لى مصدر رزق ثابت، وأتردد ما بين الحين والآخر على إدارة الرعاية اللاحقة بوزارة الداخلية، التى تدعمنى باستمرار وتقدم لى المساعدات منذ خروجى من السجن.

 

ونصحت تاجرة المخدرات التائبة، النساء والرجال، بالبعد عن هذا الشر كما وصفت المخدرات، والذى إذا دخل بيتاً لم يتركه إلا خراب، مؤكدة أنه لا أفضل من الحلال.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة