كانت السيدة هيلارى كلينتون تعد من أهم خمس محامين متميزين فى الولايات المتحدة الأمريكية، وكانت هى المتفوقة فى الدراسة، وأصبحت مجتهدة فى النشاط السياسى وفى جمع الأموال من كل من يريد أن يخطب ودها هى وزوجها من العرب والأجانب، روساء دول وحكومات، وكان معروفا توليها قضايا قانونية لمكتبها عن طريق الدعم الذى يقدم لها من خلال جمعية أنشأتها تكون مظلة قانونية لجمع الأموال من جانب ولماكينتها الانتخابية المتفوقة من جانب آخر.
أما العلاقات النسائية والخيانات الخفية والمعلنة لزوجها الرئيس بيل كلينتون التى وصلت إلى آخر الفضائح المدوية بنزوة مع المتدربة الشابة بالبيت الأبيض «مونيكا لوينسكى» والاعتراف الرسمى بهذا الخظأ، فلم يظهر عليها تأثرها أو طلبها للطلاق أو نوع من الثأر لغضبها وكرامتها كسيدة أولى مجروحة.. كل هذه الضغوط كانت لها منفذ واحد لهذه المرأة العنيدة الصامدة.. فلا يعنيها خيانات أو هموم زوجية أو علاقات اجتماعية سوى تحقيق طموحها فقط، فهى من تستحق الأفضلية من وجهة نظرها، والاهم كانت تجد نفسها تستحق أن تكون أول رئيسة لأهم وأقوى دولة فى العالم، فهى لأنها الأولى بهذا المنصب من زوجها الذى كانت تتفوق عليه فى الدراسة والمهنة «المحاماة»، وهى كانت منافسا قويا لأوباما وهو الذى يعلم أنها الأكثر خبرة منه شخصيا، خاصة فى الشؤون الخارجية، لذلك أسرع بعد فوزه بالرئاسة بإعطائها منصب وزيرة الخارجية الأمريكية فى أهم وأصعب المفاصل الدولية، وذلك كان أولا بناء على ضغوط الحزب الديمقراطى داخليا.. وثانيا لأنها أكثر علاقات وخبرة فى الشؤون الدولية.. وظلت بداخلها تحلم بالطموح والثأر من كل الماضى، لأنها تستحق أكثر من كونها وزيرة وعضوة مجلس شيوخ بالكونجرس وسيدة أولى، بما أنها زوجة لرئيس جمهورية.. الإصرار جعلها تخطئ عدة مرات بتصريحات مرة وتصرفات مرة، وتحاسب لذلك التصريح مرة من إسرائيل، وللتصرفات من مؤسسات أمنية لبريدها الإلكترونى، ولكنها لم تتنازل، بل اعتذرت وغيرت البوصلة إلى إسرائيل وإلى الإخوان وإلى من يساهم فى تحقيق نجاح إن كان من قطر أو ليبيا.. وتنافست للمرة الثانية على منصب الرئاسة، وهذه المرة ليس مع أوباما المحامى الذى فضله الحزب وتم اختياره أول رئيس أسود والذى عرف عنه أنه الأكثر خبثًا ودهاءً منها شخصيًّا، حتى إنه كان يدعمها هو وزوجته بعد أن ضمن التغاضى عن أخطاء فى ملفات كثيرة لو استكملت هيلارى المسيرة. ولكن هذا لم يحدث، حيث خسرت هيلارى السباق.
وطبعًا فى الحزب الجمهورى كان المنافس لها رجل الأعمال وهو لم يكن المنافس الأفضل، ولكن أكيد كان الأوضح والأذكى حتى لو عرف عنه المتسرع فى تصريحات انفعالية وغير مقبولة، والمتهور فى انفعالاته، والمختلف فى الأسلوب والاداء، يتنافس ويتصارع معها بكشف فضائح وأخطاء.. والحقيقة هو الآخر كان يمتلئ بالكثير من الغرائب وبالمفارقات فى حياته، تحديات استطاع أن ينتصر فى العديد من الصفقات وكانت الصفقة الأهم له الانتصار فى انتخابات الرئاسة والضربة القاضية لإسقاط تمدد الطموح الهيلارى هو كشف أخطاء أوباما العديدة التى دمرت الكثير من وجه أمريكا.. أظن اتفقنا أو اختلفنا على الأشخاص، فى النهاية المواطن الأمريكى هو من سيدفع ثمن اختياره، وأنا شخصيا كنت أفضل ترامب وكتبت وغردت بذلك كثيرا من أول معركة الانتخابات الأمريكية، لأنه حين يكون أول رجل أسود يتظاهر بالتسامح وقدم أمامنا الكوارث، وأول امرأة تنافس للثأر والطموح الشخصى وجمع المال لا تغيرها المصائب ولا أخلاقيات السياسة أو الشخصية... إذًا أكدت عدة مرات أن إعطاء الفرصة لأول متهور ورجل أعمال ربما يكون الأفضل لنا من كل هؤلاء.. والحمد لله أن هذا ما حدث بعد أعلن رسميا فوز ترامب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة