لا أستطيع التعاطف مع أرامل هيلارى كلينتون من الإخوان أو من زوار السفارة وناشطى البرامج المدفوعة بالولايات المتحدة، هؤلاء الذين يدخلون الآن فى وصلات النواح، ولطم الخدود، والتضرع إلى السماء لتنقذهم من المستقبل الأسود، فأنا فى الحقيقة لا أحترم هيلارى كلينتون، المرأة العدوة لمصر، وكنت من أشد الرافضين لبرامجها وأنشطتها وألاضيشها فى مصر، هؤلاء الذين يبكون الآن دما على ضياع حقبة تفتيت الدول المستقرة، وبرامج التدمير الموجهة، وسبوبة خلق النشطاء المحليين.
وقلنا قبل شهور إن دونالد ترامب هو الحل، نعم هو الحل لمواجهة أخطر الملفات التى أغرق بها أوباما وإدارته الحمقاء العالم والمنطقة العربية، وأعنى بذلك ملف التوظيف السياسى للإرهاب والجماعات المتطرفة، فمن خلال هذا الملف المشؤوم، نجحت الإدارة الأمريكية فى إشعال الحرب العالمية الثالثة، انطلاقا من البلاد العربية جنوب وشرق المتوسط، بهدف تدمير الدول القومية والمستقرة ومنابع النفط، وضمان أمن إسرائيل لخمسين سنة قادمة، تمهيدا لانسحابها لمواجهة تحدياتها الأخرى فى آسيا وشمال شرق أوروبا.
إدارة أوباما فشلت فى مشروعها التخريبى للمنطقة، بعد أن وقفت مصر وثورة 30 يونيو فى مواجهة امتداد مشروع التقسيم، والتفتيت والحرب الأهلية إليها، ومنها إلى دول الخليج، ولكن الدول العربية التى طالتها جرثومة المشروع الصهيو أمريكى مثل العراق وسوريا وليبيا واليمن، لم تبرأ من الحرب الأهلية.
ترامب، على عكس الثنائى أوباما- هيلارى كلينتون، لا يهتم بتوظيف الإرهاب السياسى لتفتيت المنطقة العربية، ويتبنى أسلوب التعامل مع الدول المتماسكة فى الشرق الأوسط لتمرير المصالح الأمريكية، كما أن لديه توجها خاصا لمواجهة جماعات الإرهاب والإسلام الراديكالى، وعدم الاعتماد على هذه الجماعات فى تمرير مصالح بلاده كما فعل أوباما، لأنه يدرك أن الجماعات الإرهابية بعد تمكينها سرعان ما تلتفت إلى رعاتها الغربيين، وتوجه إليهم الضربات لتحقيق وهم الفتوحات، وتكوين الإمبراطورية الإسلامية أو أستاذية العالم، لا فرق.
لو تذكرون خطاب ترامب الانتخابى فى ولاية أوهايو، وكيف أعلن بوضوح عن استراتيجية عالمية لمواجهة الإرهاب بالتعاون مع مصر والأردن، ستعرفون أننا فى أمس الحاجة لاقتراح الرجل، لأنه يتضمن الحفاظ على الدول المستقرة فى الشرق الأوسط، وإعادة الاعتبار لمفهوم الدولة فى مواجهة الجماعات والتنظيمات والميليشيات، وهو المفهوم الذى سعى الديمقراطيون إلى تدميره وإلغائه بناء على نظريات صماء.
والأهم أن ترامب أعلن عن تعاونه مع الرئيس السيسى فى مواجهة الإرهاب، مما يعنى ضمنيا حظر جماعة الإخوان، وكل التنظيمات الإرهابية المنبثقة عنها، وتجميد أرصدتها، وسحب الغطاء السياسى عنها، وتجفيف منابع التمويل الخاصة بها، وقطع قنوات الاتصال بينها وبين الذيول، التى تتولى مهمة التشهيل والتسهيل مثل تركيا وقطر، والله المستعان، يا أهلا بترامب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة