ماجدة إبراهيم

ترامب والعصا الأمريكية

السبت، 12 نوفمبر 2016 08:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رغم أننى كنت من المتنبئين بفوز هيلارى كلينتون، فى الانتخابات الأمريكية.. وبالطبع بنيت استنتاجاتى على الشعبية الكبيرة التى تمتعت بها هيلارى كلينتون منذ تقلدها وزارة الخارجية الأمريكية، ودعم باراك أوباما الرئيس الـ44 للولايات المتحدة الأمريكية لها أثناء الانتخابات وسمعتها الطيبة على عكس كل الكوارث الخلقية التى أذيعت عن ترامب، وظننت وقتها أن الشعب الأمريكى ستكون حساباته مختلفة، لكن الأمور فى عالم السياسة والانتخابات تبدو مختلفة، فبعد الفترة الرئاسية لأوباما التى استمرت ثمانى سنوات، رأى الأمريكيون أن صورتهم ووضعهم فى تناول كثير من القضايا ليست على مايرام، وأنهم فى حاجة إلى العصا فى الحكم بدلا من الجزرة، فالعصا لابد أن تستخدم لأعداء البلاد والجزرة يمنحها الرئيس للشعب.
 
ولكننى لاحظت شيئا ربما يكون صحيحا منذ تولى جورج بوش الأب زمام الأمور فى الولايات المتحدة الأمريكية، والذى كان ينتمى إلى الحزب الجمهورى مثل ترامب الرئيس الحالى، فمنذ هذا التاريخ والرئاسة تتأرجح مابين رئيس من الحزب الجمهورى يسير متعصبا لكل الأمور والقضايا، ويكون حاسما لا دبلوماسية فى قراراته، فالأهم هى أمريكا أمام الشعب الأمريكى وبين رئيس ديمقراطى يسيرا متحررا من الكثير من القيود السياسية، فصورة أمريكا أمام العالم ذات قيمة ويجعلها على قائمة أولوياته.
 
اليوم الشعب الأمريكى اختار من يراه محققا للحلم الأمريكى فى استعادة الهيبة، ومزيد من الحسم فى قضايا تبدو قد تركت بلا أمل فى حلها. فأقول لتركيا وقطر من يحتمى بالإخوان والإدارة الأمريكية فلن يكون لديكم مكان.. وفى مصر لن نكون متفائلين بفوز ترامب فهيلارى وترامب هما وجهان لعملة واحدة وهى الدولار الأمريكى تلك السلعة التى أصبحنا عبيدا لها، فمن يظن أن ترامب سيساعدنا فى حربنا ضد الإرهاب فهو خاطئ، المهم لديه ألا يتضرر الأمريكيون من جراء الإرهاب وإذا كان ترامب قد توعد داعش بجحيم قادم، فالمسلمون والعرب لديهم من الخطايا التى سيزفها ترامب لشعبه عندما يبدأ بالتنكيل بهم، فلا تعلقوا أوهاما زائفا على رجل ينتمى إلى الحزب الأكثر تطرفا وتعصبا فى العالم.. الحزب الجمهورى بأمريكا.
 
الأهم من وجهة نظرى أن يصل الشعب المصرى من الوعى والإدراك لمستوى الشعب الأمريكى، فعلى سبيل المثال تأتى كل التحليلات السياسية والتعليقات عن نتيجة الانتخابات الأمريكية بين الاختيار بين السيئ والأسوأ.. وإن كنت أعتقد أن الشعب الأمريكى لا ينظر لكلينتون بالأمر السيئ وإلى ترامب بالأسوأ فهو شعب يحسب قدرات مرشحيه ويرى ماذا تريد المرحلة التى يعيشها؟ وهل يستطيع الرئيس القادم تحقيق ما يحلم به الأمريكيون فعليا أم أنه يفتقد إلى قدرات خاصة بكل مرحلة.
 
الأمور تبدو مختلفة فالنظرة الأمريكية تختلف كثيرا عن النظرة المصرية للأمور، فالأمريكيون يهتمون بالشأن الداخلى فى المقام الأول بعدها تأتى السياسة الخارجية فى ذيل اهتماماته، أما النظرة المصرية فترى الانتخابات الأمريكية إلى أى مدى يمكن أن يستفيد المصريون خاصة والعرب والمسلمون عامة من فوز هذا أو ذاك لذلك أدعو كل المصريين أن يهتموا بشأنهم الداخلى وبقدرتهم على العمل والإنتاج، فهذا أولى من المراهنات على خسارة قريبة أو بعيدة فى لعبة قذرة تسمى السياسة.. ركيزتها الأساسية المصالح الخاصة تارة والمصالح المشتركة تارة أخرى.. فلن يفيد المصريون إذا كان من فاز من الحزب الجمهورى المتشدد أو من الحزب الديمقراطى المتحرر تحررا تمثيليا.. فهذه لعبة لن تفيدنا كثيرا ولن نجنى من وراءها زيادة فى رواتبنا ودخولنا أو مزيدا من الرفاهية.. أو حتى نقصانا فى فساد الفاسدين.. واختفاء لطبقة المرتشين والمتهربين من الضرائب.. انشغلوا بأنفسكم يرحمكم الله.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة