محمد خالد السباعى يكتب : العكاز

السبت، 12 نوفمبر 2016 08:00 م
محمد خالد السباعى يكتب : العكاز أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

القدم الثالثة التى تطأ نفس الخطى بعد تخطى سن معين ويمكن يشاركك اثناء فترة تعافى من كسر او اصابة ما، ايا كان فهو يكون لصيقا لك لفترة زمنية ما، ومهما طالت لابد أن يأتى اليوم وتتركه إما بتعافيك أو بموتك، ثلاث حكايات بطلها العكاز .

الأولى لرجل فى الستين شعر فجأة بأنه لا يستطيع أن يكمل بقدمين شعر بأنه يحتاج الثالثة شعر باحتياجه لعكاز، لم يألف عليه فى بادئ الأمر بجانب سريره أو جانب كرسيه أثناء تناول الطعام -كعادة الصداقة فى أولها-، لكن بعد ذلك أصبح رفيقه فى التجول ليلا مع أبنائه وأصبح الذراع الثالثة التى تجلب البعيد، بل الطريف أنه أصبح عصا الرقص فى فرح آخر أبنائه، رأى معه الكثير وشاركه الكثير حتى أنه كان آخر شىء تقع عينه عليه قبل أن يفارق الحياة وكما قلت مهما طالت المدة فقد تركه ورحل، ثم يخفى العكاز فى الدولاب حتى يصاب أحد الأبناء فى حادثة ما فيخرج من جديد ليعلن عن اختيار صديق جديد، ولكن هنا الحال مختلف فالشاب الذى لم يكمل عامه الخامس والعشرين يأبى إن يصادقه على الرغم من محاولات الجميع بإقناعه أنها فترة قصيرة إلا أنه كان يشعر بأنه أقوى بكثير أن يتكأ علل عصا أبيه حتى سقط سقطته الأولى وحينها شعر بأنه فى حاجة ماسة إليه، فيصبح جليسه الجديد مع أصحابه وذراعه الثالثة والطريف أنه أصبح سيف مبارزة أطفال العائلة، ويستمر فى التعافى حتى يبلغ منتهاه وبعدها يأتى وقت التخلى عنه، ولكن هذه المرة لن يعود للدولاب من جديد ولكنه سيغادر البيت كله، سيذهب لشخص لا يقدر على أن يدفع ثمنه، لم يمكث معه طويلا فقد مات فى أحد الأزقة بحثا عن طعام فقد كان أحد المتسولين المساكين، وكانت نهايته فى ملقى لتجميع الأشياء التى بلا قيمة.

 

اخلصوا لمن قدم لكم العون فى يوم ما، اخلصوا لمن كان السند والدعم، اظهروا قليلا من الاحترام لهؤلاء الذين لا يظهر منهم سوى الجانب القوى الثابت دائما، فما أجمل أن تكون فترتك الأجمل فى حياة البعض على أن تكون الشخص الذى يصبهم النفور بمجرد سماع اسمه، اجبروا الخواطر .

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة