أكرم القصاص

أمريكا.. هيبة المال وهيبة الإعلام

الأحد، 13 نوفمبر 2016 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بقدر ما كان الإعلام قوة كبرى خلال العقدين الأخيرين فى العالم وهو من أسقط هيبة الكثير من الشخصيات والمؤسسات، إلا أن الانتخابات الأمريكية ونتائجها قد أسقطت الهيبة عن هذه القوة وكشفت عن دور المال والانحيازات، واللافت للنظر أن اتهامات متبادلة بالتدخل والتلاعب كانت واضحة ولاتزال طوال الحملة الانتخابية الرئاسية التى انتهت بفوز دونالد ترامب على العكس من كل التوقعات واستطلاعات الرأى ومراكز الأبحاث.
 
 
ومن المفارقات اللافتة أن فيديو انتشر، كانت فيه ميلانيا ترامب تلقى خطابا هو نفسه نسخة مطابقة من خطاب ميشيل أوباما، وعرض البعض الخطابين باعتبار أن ميلانيا نسخت خطاب ميشيل، لكن المفاجأة عندما التقى ترامب برؤساء تحرير المؤسسات الإعلامية الكبرى، وقال لهم إنهم منحازون ضده و«الدليل أنكم احتفيتم بخطاب ميشيل أوباما ولكن عندما ألقت ميلانيا نفس الخطاب لم تهتموا به»، فهل كان ترامب يبرر نسخ زوجته لخطاب ميشيل بأن الأمر كان نوعا من تلاعب الإعلام ومواقع التواصل التى كشفت تقارير المتابعة أن حملة ترامب أجادت استخدامها بمواجهة حملة هيلارى. 
 
هيلارى كلينتون بدورها ألقت ببعض المسؤولية عن خسارتها على عاتق الرئيس الأمريكى أوباما وهو ما كشفه الصحفى إيد كلين الذى نقل عن صديقة مقربة لهيلارى أن المرشحة بعد خسارتها بكت واعتبرت جيمس كومى، مدير مكتب التحقيقات الفيدرالية FBI، سبب خسارتها، وألقت اللوم على الرئيس باراك أوباما، لأنه لم يفعل ما فيه الكفاية لإيقاف «كومى» والتدخل لتقليل تأثير فضيحة الإيميلات الأخيرة، بعد تورط زوج مساعدتها المقربة، هوما عابدين فى فضيحة جنسية.
 
ووصل الأمر بالديمقراطيين إلى الإشارة لوجود أصابع روسية فى الانتخابات الرئاسية، ونقل عن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، تحذيرات من محاولة روسيا اختراق انتخابات بلادها المقررة العام المقبل، بعد اتهامات موجهة إلى الكرملين بالتدخل فى المعركة الرئاسية فى الولايات المتحدة، وقالت «ميركل» إن هناك دلائل على حدوث نفس الشىء فى أوروبا، وأشارت إلى هجمات إعلامية وإلكترونية، لتعود أجواء الحرب الباردة عندما كانت الولايات المتحدة والغرب يديرون حروب معلومات وتدخلات ضد السوفييت، لكن الصورة انعكست، والأهم فى كل هذا أن الانتخابات ونتائجها أسقطت القداسة عن الموضوعية والحياد وكشفت عن حجم التلاعب، وأسقطت هيبة كبيرة عن كثيرين ممن يعانون عقدة الانسحاق أمام كل ما هو أجنبى، حتى لو كان مجرد بضاعة للبيع والشراء.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة