كشف الصندوق الدولى للحفاظ على الحبارى، ومقره العاصمة الإماراتية أبوظبى، أن مشروعه لاستخدام تقنية الأقمار الصناعية فى مراقبة طيور الحبارى، وتتبع خطوط هجرتها من الإمارات وإلى مختلف الدول الآسيوية، والذى بدأ منذ منتصف التسعينات قد نجح فى اكتشاف الكثير من الحقائق العلمية عن هذه الطيور.
وساعد على إنجاح برامج الإكثار فى الأسر والإطلاق إلى الحياة البرية للمساهمة فى إعادة توطين طيور الحبارى واستدامة أعدادها فى الإمارات والعديد من مناطق انتشارها فى آسيا وشمال إفريقيا، بالإضافة إلى توثيق التعاون مع دول الانتشار لحماية مكونات الحياة الفطرية التى تشترك مع الحبارى فى موائلها الطبيعية.
وصرح على مبارك الشامسى رئيس قسم الاتصال والعلاقات العامة بالإنابة فى الصندوق الدولى للحفاظ على الحبارى، أنّ المركز يستخدم أحدث التقنيات العالمية فى تتبع طيور الحبارى من خلال تركيب جهاز صغير يصل وزنه إلى 45 جراماً لإرسال موجات التتبع إلى القمر الصناعى كل أربع ساعات، وبإمكان هذا الجهاز تعريف الباحثين بالصندوق بخريطة تحركات الحبارى إلى أى مكان بالعالم.
كما يقدم معلومات عن وضع البيض عبر مراقبة فى حالة استقرارها فى موقع واحد، حيث تفيد الدراسات أن استقرار أنثى الحبارى لأكثر من ثمانى ساعات يشير إلى بدئها فى وضع البيض.
وتتميز أجهزة التتبع التى يتم تركيبها على ظهر الحبارى بتقديمها لمعلومات دقيقة، وقدرتها على تعريف فريق الباحثين بدرجة حرارة طيور الحبارى ومدى سرعتها وارتفاعها عن سطح الأرض.
وقد بلغ عدد الأجهزة التى تم تركيبها حتى الأن أكثر من 2600 جهاز وكان معظمها على طيور الحبارى الأسيوية. وأشار الشامسى إلى أن بداية هذا المشروع كانت فى عام 1994 من خلال وضع جهاز تتبع على أحد ذكور الحبارى البرية الآسيوية، والذى قضى الشتاء فى المنطقة الغربية من إمارة أبوظبي، ومن ثم هاجر إلى تركمانستان.
وأضاف "الشامسى" أن تقنية التتبع بالأقمار الصناعية كشفت عن هجرة طيور الحبارى لأكثر من ستة آلاف كيلومتر، كما كشفت عن ثلاثة خطوط رئيسية لهجرة هذا الطائر، فالحبارى التى تتحرك من غرب كازخستان لقضاء فترة الشتاء فى منطقة الخليج، تمر غرب إيران والعراق والكويت والأردن والمملكة العربية السعودية، بينما تمر الحبارى التى توجد فى شرق كازاخستان عبر خط الهجرة الثانى على كل من أوزباكستان وتركمانستان وإيران لتصل إلى الإمارات فى فصل الشتاء، فى حين يمتد خط الهجرة الثالث من وسط أسيا وصولًا إلى جنوب وجنوب شرق إيران وباكستان وأفغانستان.
وأكد رئيس قسم الاتصال والعلاقات العامة بالإنابة فى الصندوق الدولى للحفاظ على الحبارى، أن هذه تقنية التتبع الفضائى تأتى استكمالاً لجهود أبوظبى فى المحافظة على أعداد وأنواع الحبارى من خطر الانقراض بإعادتها إلى بيئتها الأصلية فى مواطن تكاثرها الطبيعية وإتاحة الفرصة لها للتكاثر واستكمال دورة حياتها بما يساهم فى دعم أعدادها فى الطبيعة.
وقد كشفت هذه الدراسات لأول مرة فى عام 1997م عن أن بعض طيور الحبارى التى تزور الإمارات فى فصل الشتاء، تتكاثر فى شمال شرق آسيا، حيث تم تتبع طائر حبارى لدورة هجرة كاملة من أبوظبى إلى الصين مع العودة مرة أخرى إلى أبوظبي، وبذلك امتدت جهود التعاون مع دول الانتشار لتشمل الصين وغيرها من الدول فى شرق وأواسط آسيا.
جدير بالذكر أن الصندوق أعلن مؤخرا عن إنجاز جديد يضاف إلى سلسلة إنجازاته من خلال إنتاج 53 ألفاً و743 حبارى خلال العام الجاري، وذلك ضمن برنامج الصندوق لإكثار الحبارى فى الأسر وإطلاقها فى دول الانتشار على نحو مستدام، وبذلك يزيد مجموع ما تمّ إنتاجه منذ عام 1996 إلى أكثر من 285 ألف طائر حبارى، بنوعيها الحبارى الآسيوية وحبارى شمال إفريقيا، فيما تمّ إطلاق ما يقرب من 200 ألف منذ عام 1998.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة