مع انتشار تعلم اللغة الصينية فى دول العالم العربى وتعدد أقسام تدريس اللغة الصينية فى الجامعات المختلفة ومعاهد كونفوشيوس، ربما لا يعرف الكثيرون أن اهتمام الصينيين باللغة العربية وآدابها ربما لا يقل عن اهتمام العرب بدراسة الصينية، وتأتى مسابقة "مواهب اللغة العربية" لتكشف لنا مدى الاهتمام بتعلم لغتنا الجميلة فى بلاد التنين الأصفر.
ففى أجواء احتفالية مؤثرة ومبهرة، نظمت قناة العربية بالتليفزيون الصينى المركزي "Cctv "مسابقة لمواهب إتقان اللغة العربية للطلاب الصينيين الدارسين للغة العربية فى الجامعات الصينية تحت رعاية السفارة المصرية بالصين التى كانت ضيف الشرف للحفل، وبحضور السفير المصرى أسامة المجدوب سفير مصر لدى الصين، كما حضر السفراء من المملكة العربية السعودية، وسلطنة عمان، والجزائر، والسودان، والأردن، والبحرين.
لم يكن البرنامج مجرد منافسة يستعرض فيها الطلاب قدرتهم على التحدث باللغة العربية والخطابة بل كان لوحة فنية متكاملة من ناحية الإخراج، والتصوير والمستوى الرفيع للجنة التحكيم التى شارك فيها الدكتور حسن مدني، رئيس شبكة البرنامج العام، أو التقديم الذى شارك فيه الإعلامى القدير عبد الله يسري، وقد قطع الاثنان تلك المسافة الطويلة من مصر إلى الصين للمشاركة فى هذه المسابقة فى إطار التعأون الإعلامى المصرى الصيني.
ولم تكن المنافسة قاصرة على المتسابقين، فقد تبارت كل عناصر العمل فى الجودة والإتقان إلى درجة الإبهار، التقديم والتحكيم والإعداد والإخراج لتخرج للمشاهد صورة تجمع ما بين فصاحة اللغة العربية وأناقتها والدقة الصينية المتناهية التى تهتم بكل التفاصيل لإظهار شغف الصينيين باللغة العربية واتقأنهم لها.
وأكد المتسابقون أن العلاقة وثيقة بين الثقافة العربية والصينية وهو ما جعل دراستهم للغة سهلة وممتعة، ولا شك أن هؤلاء الدارسين للغة العربية سيكونون خير سفراء لتعميق التعأون بين الصين والدول العربية فى مختلف المجالات.
المسابقة
ومن جانبه أكد سفير مصر لدى الصين، أسامة المجدوب، أن اللغة هى وعاء الثقافة وهى أداة مهمة لنقل الثقافة ومد جسور التواصل والعلاقات بين الشعوب، وأن الدارسين الصينيين للغة العربية سيشكلون جسراً للتواصل والتعأون بين الصين والدول العربية.
وأوضح السفير المصرى، خلال كلمته، أن مصر والصين أدركتا منذ وقت طويل أهمية اللغة فى التقريب بين أقدم حضارتين عرفتهما البشرية، ولهذا فقد بدأت حركة التبادل الطلابى بين مصر والصين منذ مائة عام فى الاتجاهين، حيث ذهب الطلاب المصريون إلى الصين لتعلم اللغة العربية وجاء الطلاب الصينيون إلى مصر لتعلم اللغة العربية، وأنشئت أقسام اللغة الصينية فى الجامعات المصرية والتى وصل عددها إلى أربعة عشر قسماً فى أربع عشرة جامعة مختلفة فضلاً عن معاهد كونفوشيوس، وأن هؤلاء الطلاب كان لهم دور كبير فى نقل الثقافة وتعميق التعأون بين الصين ومصر خاصة وهو ما يكتسب أهمية خاصة فى ضوء الصعود الكبير للصين كقوة اقتصادية وسياسية عظمى على المستوى الدولي.
تكريم الطلاب الصينيين
وكانت العروض ألفنية هى مفاجأة المسابقة، حيث قدمت إحدى ألفرق ألفنية الصينية من ذوى الاحتياجات الخاصة الرقصات على أنغام الأغانى المصرية، ثم رقصة التنورة التى قدمت على خلفية من التواشيح الصوفية التى تنقلنا إلى الأجواء الروحانية للمساجد والاحتفالات الدينية فى مصر والعالم العربي.
ولم يكن الجانب السياحى والترويجى غائباً عن المسابقة، فقد ألقى أحد المتسابقين الضوء على مدينة جانجاكو، القريبة من بكين والتى من المنتظر أن تقام فيها دورة الألعاب الأوليمبية الشتوية لعام 2022، وأوضح أن من أهم الأسباب وراء اختيار تلك المدينة لإقامة دورة الألعاب الأووليمبية الشتوية فيها هو أن تركيز الاستثمارات فى المدن العملاقة مثل بكين وشنغهأى التى تجذب الموارد والاستثمارات وتركزها فيها يضر بالاقتصاد ولهذا فإن الحكومة الصينية تحرص على توزيع الأنشطة والاستثمارات على مختلف المناطق فى الصين وعدم الاكتفاء بالتركيز على المدن الكبرى وأن اختيار هذه المدن لإقامة ألفعاليات المختلفة فرصة لتطوير البنية التحتية فيها وجذب الاستثمارات والسياحة إليها.
جانب من الحدث
كما كانت المسابقة فرصة لعرض بعض الأفلام عن المناطق السياحية المختلفة فى مصر فى الأقصر وأسوان وشرم الشيخ والغردقة وأيضاً فيلماً ترويجياً قصيراً عن شركة مصر للطيران الراعية للمسابقة والتى قدمت تذاكر طيران كجوائز للمتسابقين.
وتأتى رعاية سفارة جمهورية مصر العربية لهذه المسابقة فى إطار التعأون المصرى الصينى والتبادلات الثقافية المصرية الصينية خلال العام الثقافى المصرى المصرى الصينى والذى تبدو هناك رغبة واضحة من الجانبين فى ألا يكون عاماً وأحداً بل بداية لتبادلات أكثر غزارة وعمقاً للسنوات القادمة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة