مثلما كانت سوريا نقطة خلاف بين الولايات المتحدة بقيادة أوباما وروسيا بوتين، تعود سوريا لتمثل جزءا من مفاتيح الخلاف بين ترامب الرئيس الأمريكى المنتخب، وحلفاء أمريكا فى بريطانيا وألمانيا، على خلفية تصريحات دونالد ترامب، التى تشابهت مع تصريحات سابقة للرئيس الروسى فلاديمير بوتين.
ترامب قال فى مناظرة مع هيلارى كلينتون»: «إن أمريكا تدعم مقاتلى المعارضة فى سوريا ولكنها لا تعرف هويتهم» وهى نفس تصريحات بوتين عندما طلب منه الأمريكان وقف القصف عن «المعارضة المعتدلة» فقال لهم: «لا نعرف من هم».. ترامب قال: «إن كلينتون وأوباما أسهما فى تأسيس داعش بسبب سياساتهما فى العراق وسوريا وليبيا، وقال إن نتيجة الإطاحة بـ«بشار الأسد» قد تكون أسوأ من بقائه، وقال لوول ستريت: «أنتم تقاتلون سوريا فيما هى تقاتل «داعش»، وهذا يعنى أنكم تدعمون «داعش، وقال لوول ستريت: «لا أعتبر بشار الأسد شخصا جيدا، وأرى أن المشكلة لا تكمن فى الأسد، وإنما فى «داعش».
مواقف ترامب من سوريا التى تتقارب من بوتين تقلق حلفاء واشنطن حسب ما نقلت التليجراف أن لندن باتت على عتبة «أزمة دبلوماسية» مع واشنطن على خلفية خطط ترامب الرامية للتحالف مع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين فى ترك النظام السورى وقالت مصادر بالخارجية البريطانية إن الدبلوماسيين البريطانيين سوف يبذلون قصارى جهدهم لإقناع ترامب وفريقه بمواصلة نهج أوباما المتمسك بإزاحة الأسد.
بريطانيا وألمانيا ترفضان أى تقارب أمريكى روسى، ولهذا فإن تصريحات ترامب لا تلقى تأييدا من حلفاء أمريكا فى «الناتو» وبالرغم من تقارير وتصريحات بريطانية سابقة بارتكاب أخطاء فى ليبيا وسوريا والتسبب فى ظهور داعش، لكن الحلفاء فى لندن وبرلين يرفضون الدور الروسى وسبق أن عطلوا مبادرات الحل السياسى.
دونالد ترامب أعلن عن نيته الاتصال بالرئيس الروسى فلاديمير بوتين، وسط دعاية سبقت الانتخابات أشارت إلى وجود دور روسى فى دعم ترامب، ضمن نظريات مؤامرة تحيط ببعض الأطراف ومنها ألمانيا التى تحذر من أياد روسية فى الانتخابات الأمريكية.
ثم أن ترامب ليس مطلق اليد فى سياسات أمريكا الخارجية من دون أن يحصل على توافق من الأجهزة والتحالفات التى ربحت من الحرب فى سوريا.
كل هذا يعيد أجواء الحرب الباردة، عندما كان السوفييت يتهمون الولايات المتحدة بدعم المنشقين عن المعسكر الشرقى فى بولندا ودول أوروبا الشرقية، وتنقلب الصورة، وتعود سوريا لتحمل جزءا من مفاتيح الصراع داخل المعسكرات وحولها.