للأسف «لا المعارضين عاجبهم ولا المؤيدين عايزين يصدقوا إن هناك إعلام هادف ومفيد»
كانوا يسألون أين الإعلام الهادف، ولماذا لا توجد برامج تقدم ما يفيد الناس، وتصدير طاقات إيجابية، ومنع تصدير الطاقات السلبية التى يقدمها عدد كبير من البرامج ووسائل الإعلام المختلفة؟
حتى عاد الإعلامى عمرو أديب للشاشة الفضية غير المشفرة، وقدم برنامج كل يوم على قناة «إون إى» بعد تغيير مسماها السابق «أون تى فى»، وفوجئنا بالرجل يقدم إعلاما مختلفا، أثار إعجاب عدد ضخم من المصريين.
بداية، أنا لا تربطنى بعمرو أديب أى علاقة من أى نوع، ولم ألتقِ الرجل يوما فى حياتى، ولم أتحدث معه تليفونيا، اللهم إلا مداخلة تليفونية فى برنامجه الذى كان يقدمه على قناة «أوربت»إبان ثورة 25 يناير 2011، عندما كتبت مقالا حينها هاجمت فيه الدكتور عصام شرف وأداء حكومته الضعيف، وعدم اتخاذها قرارات حاسمة ضد أول تدشين لقطع خط السكك الحديدية فى قنا، وتوقفت حركة القطارات ما يقرب من أسبوعين كاملين، ثم فوجئ الجميع بعصام شرف يخاطب أهالى قنا عبر «تويتر» بضرورة إعادة حركة القطارات.
قرر حينها عمرو أديب تخصيص حلقة كاملة عن هذه القضية، فى برنامجه الذى كان يذاع حينذاك على قناة أوربت، وأجريت معه المداخلة الهاتفية، وهى المكالمة الأولى والأخيرة بينى وبين عمرو أديب، بجانب إننى لم أتابع برنامجه «المشفر» على قناة أوربت نهائيًا وكان لدى بعض الملاحظات على أدائه.
وعندما عاد فى برنامجه الجديد على قناة «أون إى» بدا مختلفا، وقدم خلطة ممتازة، تجمع بين المعلومة والتحليل والمتعة، ثم والأهم، تقديم طاقة إيجابية، وطرح مبادرات عبقرية، بدأت بالشعب يأمر لتخفيض أسعار عدد كبير من السلع، ومرورا بتوفير مليون بطانية للبسطاء والغلابة، لمواجهة البرد.
ورغم ذلك، فوجئت بحملة تشكيك وتسخيف، للأسف من المعارضين والمؤيدين للنظام، لا المعارضين عاجبهم، ولا المؤيدين عايزين يصدقوا إن الرجل يقدم إعلاما هادفا، ومفيدا للناس، وشن الطرفان حملات تشكيك وتسخيف و«رزالة» لا معنى لها، وأصابتنى حالة من القرف والاشمئزاز وسألت ماذا يريد هؤلاء؟ وأين التقييم الموضوعى؟ ولماذا انتشرت رذيلة بخس الناس أشياءهم؟ وأصبحت المعارضة بالشتيمة الوقحة والسفالة والانحطاط مفاتيح سحرية لجنى الشهرة والنجومية؟
أعلم وأقدر اختلاف الآراء، وتعدد الأفكار والأذواق، وهو إثراء رائع وحيوى للمجتمع، ولكن ضرورة أن تغلف هذه الاختلافات وتعدد الآراء والأفكار والأذواق، بإطار من الاحترام والتقدير المتبادل، تتفق مع القيم الوطنية والأخلاقية، ولا تتقاطع معها، لكن للأسف نعيش حالة متعمدة من نشر رذيلة السباب والشتائم الوقحة، وإلصاق الاتهامات الباطلة بكل مختلف فى الرأى، بهدف اغتيال السمعة، وتشويه الصورة.
الأمر يحتاج إلى انتفاضة مجتمعية كبرى، ضد كل المتجاوزين، والمدشنين للسفالة والانحطاط، ومحاسبة كل من تسول له نفسه الانخراط فى هذا المستنقع، لأن الأمر جل خطير ويضرب بكل قوة وعنف استقرار المجتمع، وإشاعة السفالة، فلم تقم حضارة يوما على السفالة والانحطاط، ولكن جوهر الحضارات القيم الأخلاقية.
عمرو أديب، «حتى الآن» يقدم خلطة إعلامية سحرية، قوامها التوعية وتصدير الطاقة الإيجابية، وإبراز الإيجابيات، ومناقشة السلبيات بموضوعية شديدة، بجانب فقرات الترفيه والتسلية والمتعة، وأعتقد أن هذا النوع من الإعلام يلقى قبولا كبيرا من الكتلة الأهم فى مصر، وهى الكتلة الوسطية، البعيدة عن المغالاة والتطرف الشديد سواء لليمين أو اليسار، وإنما الهدف الحفاظ على أمن وأمان واستقرار هذا الوطن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة