حدَّد حلمه مبكرًا، منذ المرحلة الابتدائية، رسم حدود طموحه بعيدا عن الأفكار التقليدية.. "سأصبح شيف عالمى"، فكرة كانت غريبة على طفل فى عمره ولكن الأغرب كان أن يعمل على تنفيذها بالفعل فى مرحلة فارقة من عمره، مع بداية الثانوية العامة حمل حلمه تاركا منزله الصغير وانطلق نحو شرم الشيخ، بكذبة بيضاء أقنع أهله بفكرة السفر، ليتنقل فى عشرات المطاعم ويتعلم من غسل الصحون ومسح الأرض حتى أصعب مراحل الطهى وأدقها.
صاحب هذه الرحلة هو الشاب آدم المصرى، الذى حدد حلمه بسبب هدف نبيل مثلما يقول: "كنت بشوف ماما فى الوقت ده وهى بتطبخ وبتتعب قوى فى البيت.. وده اللى خلانى أحاول أتعلم الطبخ عشان أساعدها، ومن هنا وقعت فى عشق الطبخ بدرى وبدأ حلمى يكبر بدرى".
رفض أهل الشاب ذو الـ25 عاما، أن يعمل فى مطاعم الفنادق، وأن يتحول لشيف، ولذلك أقنعهم أنه تمكن من الحصول على عمل جيد فى شرم الشيخ، وفى مجال يجعلهم يوافقون على سفره فى الثانوية العامة على أن يذاكر هناك ويعود على الامتحانات، ولكن رحلته كانت صوب المطاعم، ويقول لـ"اليوم السابع": "اشتغلت استيوارد فى فندق.. بدأت من الصفر.. امسح واكنس واغسل أطباق وبعدها بشهرين اترقيت من حسن عملى وبقيت مساعد شيف، وبعدين شيف ثيرد كوميه، ده كله فى ثانوى".
لم تكن هذه هى المرحلة الوحيدة الصعبة فى حياة آدم، فحتى عقب انتهاء الثانوية العامة، رفض أهله فكرة أن يدخل لكلية السياحة والفنادق، وبالفعل دخل كلية التجارة انصياعا لأوامرهم ويقول: "دخلت تجارة وأنا مكمل فى عشقى المهنى، عملت دبلوم فى سلامة الغذاء من جامعة عين شمس.. آيزو 22000، ودبلومة فى الصحة والسلامة المهنية فى السعودية، وبقيت نائب مدير شركة شيف هاووس، شيف بنفس الشركة بردو، وإن شاء الله فى القريب العاجل هعمل، ماجستير فى علم الطهى الحديث".
آدم في المطبخ
الأهم من كل هذا أنه بجانب الأحلام الكبيرة حقق آدم حلمه الصغير، حينما مرضت والدته منذ 8 أشهر ليتولى هو عمل المنزل، ويرد لها جزءا صغيرا مما كانت تقوم به وهم صغار من الطبخ لأصغر تفاصيل المنزل.
ويتابع "آدم": "لسه المشوار قدامى طويل ومش هرتاح إلا لما اعمل الماجستير فى جامعة ليون الفرنسية، المشكلة أن تكلفته حوالى 15 ألف يورو غير الإقامة عشان كده مستنى أجمع المبلغ، أنا من عائلة على قدها، ونفسى أكبر وأعوضهم عن كل شى ومحرمهمش من أى شىء لأنهم عمرهم ما حرمونى من أى حاجة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة