يعد منصب مدير وكالة الاستخبارات المركزية واحدا من أهم المناصب فى الولايات المتحدة وشديد الحساسية فيما يتعلق بسياسة مكافحة الإرهاب، والدور الأمريكى فى العالم. ومن المتوقع أن يختار الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب شخصا جديدا لتولى هذا المنصب الرفيع مع بداية حكمه فى يناير المقبل. وهناك عدد قليل من الأسماء المرشحة لشغل هذا المنصب أو منصب مدير الاستخبارات الوطنية الذى لا يقل عنه أهمية.
المرشحون لمنصب مدير وكالة الاستخبارات المركزية
مايكل فلين
أول هذه الأسماء هى مايكل فلين، المرشح أيضا لوزارة الدفاع، وهو جنرال متقاعد وعمل مديرا للاستخبارات العسكرية الأمريكية بين عامى 2012 و2014، وقبلها كان نائب لرئيس الاستخبارات الوطنية وقائد القيادة المشتركة لشئون الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع.
ويعد من أحد أنهم أنصار ترامب، حتى أنه كان أول المتحدثين فى المؤتمر العام للحزب الجمهورى الذى أعلن ترشيح دونالد ترامب للرئاسة الأمريكية. وكان هناك تقارير تتحدث عن أن ترامب قد يختار فلين، ورغم أنه مسجل كديمقراطى، نائبا له أثناء الحملة الانتخابية، قبل أن يستقر فى نهاية الأمر على اختيار مايك بينس.
ويعد فيلون من أشد معارضى إدارة أوباما والإسلام الراديكالى. وفى فبراير الماضى، أثار جدلا عندما كتب تغريدة على توتير قال فيها إن الخوف من المسلمين منطقيا.. وفى يوليو الماضى نشر كتابا يحمل عنوان "ميدان المعركة: كيف يمكن أن نفوز فى الحرب العالمية ضد الإسلام الراديكالى وحلفائه".
وساند فلين مصر بعد الإطاحة بحكم الإخوان، وقال إن قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي فى هذه الفترة الحرجة التى تمر بها منطقة الشرق الأوسط هى ضرورية للغاية، خاصة فى ظل محاربة الإرهاب والفكر المتطرف فى منطقة الشرق الأوسط، لافتا إلى أنها ستنهار إذا تم عرقلة إدارة الرئيس السيسي.
وقال فى تصريحات صحفية إنه كتب عن الرئيس السيسي "field of fight واستخدمته كمثال حول كيفية تصديه للإرهاب، وقال إنه لا ينبغى أن يتصدى السيسي لهذا الفكر المتطرف لوحده بل لابد أن تتحد الدول العربية فى هذا الوقت الحساس، ليكونوا مثل الناتو وليس فقط مجموعة من الجنود من كل دولة كما كان الحال فى حرب الخليج.
وأضاف مايكل فلين، لا ينبغى أن تخذل أمريكا الدول الصديقة مثلما حدث من إدارة الرئيس باراك أوباما تجاه مصر، وقال: "على الأمريكيين فى الفترة المقبلة محاولة إعادة الثقة مع مصر حتى نستطيع إعادة العلاقات لما كانت عليه وهذا سوف يتطلب مجهودًا كبيرًا من الجانب الأمريكى"، مؤكدًا على أن الولايات المتحدة عليها أن تعيد حساباتها فى التعامل مع مصر، لأن مصر لابد أن تنتصر فى معركتها ضد الإرهاب، ومن الواجب على المجتمع الدولى خاصة الولايات المتحدة أن تساعد مصر.
وفيما يتعلق بداعش، تحدث فلين عن الدور الخفى للرئيس باراك أوباما فى تأسيس التنظيم وتصاعد نفوذه فى المنطقة العربية. وأكد أن الإدارة الأمريكية تعمدت فعل ذلك، وأن إدعاءها المفاجأة عند ظهور "داعش" بشكل مفاجئ ليس له أساس من الصحة، مشيرا إلى أن ما يحدث الآن هو النتيجة الطبيعية للدعم الذى قدمته الإدارة الأمريكية للمتطرفين، وأن الاستخبارات الأمريكية توقعت كل ذلك منذ عام 2012.
بيت هوكسترا
هو سياسى أمريكى هولندى، وكان عضوا بمجلس النواب بين عامى 1993 و2011، وتولى هوكسترا منصب رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس النواب بين عامى 2004 و2007.، وترشح لمنصب حاكم ميتشيجان، عام 20120، لكنه لم ينجح.
وكان هوكسترا قد تصدر عناوين الصحف العالمية فى 22 يونيو 2006، عندما خرج فى مؤتمر صحفى بالكابيتول ليعلن تحديد موقع أسلحة الدمار الشامل فى العراق فى شكل 500 سلاح كيماوى.
وفى الثانى والعشرين من ديسمبر الماضى، كتب هوكسترا مقالا مشتركا مع ستيف إيمرسون ينتقد فيها صمت الولايات المتحدة إزاء نشاط جماعة الإخوان المسلمين بداخلها، فى الوقت الذى أدانت فيه بريطانيا التنظيم وأنشطته داخل المملكة المتحدة. ورأى عضو الكونجرس السابق أن الإخوان يتسللون إلى واشنطن والولايات المتحدة من خلال إدارة أوباما.
مايك روجرز
هو عضو سابق بمجلس النواب، وكان رئيس للجنة الاستخبارات به، واستطاع أن يبنى إرثا كقائد فى مجال الأمن الإلكترونى ومكافحة الإرهاب وسياسة الأم القومى.. وقبلها، كان عضوا بالجيش الأمريكى وعميلا خاصا الإف بى آى، الأمر الذى جعلت شبكة "سى إن إن" تختاره معلقا سياسيا ومقدما لأحد برامجها بعنوان "Declassified".
عمل روجرز مع رئيسين وقيادة الكونجرس وعدد لا يحصى من الدبلوماسيين والقادة الأجانب والخبراء الاستخباراتيين، وهو من أنصار استخدام مزيد من القوة ضد داعش فى العراق وسوريا.
وكان مايك روجرز ضمن وفد الكونجرس الأمريكى الذى التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي فى فبراير عام 2014، أى قبل انتخابه رئيسا فى وقت لاحق هذا العام. وكان من السياسيين والنواب الأمريكيين المؤيدين لمصر بعد ثورة 30 يونيو، وقال فى مقابلة على شبكة "سى إن إن" فى السابع من يوليو عام 2013، أى بعد أيام من الثورة التى أطاحت بالإخوان من حكم مصر، إنه على الولايات المتحدة أن تستمر فى دعم مصر، وهو القوة القادرة على تحقيق الاستقرار والقادرة على تخفيف التناحر السياسى.
فرانسيس تاونسند
ويبقى اسم مرشحة أخرى لمنصب رئاسة الاستخبارات الأمريكية فى إدارة ترامب، وإن لم يكن بالأهمية نفسها، وثقل الأسماء الثلاثة السابقة، وهى فرانسيس تاونسند. وسبق أن عملت تاونسند مستشارة الأمن الداخلى للرئيس الأمريكى السابق جورج دبليو بوش وترأست مجلس الأمن الداخلة وكانت ترفع تقاريرها للرئيس الأمريكى حول هذا المجال إلى جانب سياسة مكافحة الإرهاب، وتشغل الآن منصب رئيس مشروع مكافحة التطرف.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة