أحمد إبراهيم الشريف

اليمن السعيد والكوليرا

الثلاثاء، 15 نوفمبر 2016 06:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
«يا بلادى.. نحن أبناء وأحفاد رجالك، سوف نحمى كل ما بين يدينا من جلالك، وسيبقى خالد الضوء على كل المسالك، كل صخر فى جبالك، كل ذرات رمالك، كل أنداء ظلالك، فى جنوبك وجدت أو فى شمالك، ملكنا .. ملكنا.. ملكنا، إنها ملك أمانينا الكبيرة، حقنا.. حقنا .. حقنا، جاء من أمجاد ماضيك المثيرة» هذا جزء من النشيد القومى لليمن السعيد الذى بات يضربه مرض الكوليرا. 
 
وكأننا نعيش فى عصور الظلام، أعلنت منظمة الصحة العالمية أن الكوليرا ضربت نصف محافظات اليمن، وللعلم لم يحدث ذلك فجأة، فالمنظمة قالت نهاية الشهر الماضى إن حالات الاشتباه بالإصابة بالكوليرا فى اليمن ارتفعت إلى نحو 1410 حالات فى غضون ثلاثة أسابيع من الإعلان عن ظهور المرض فى الدولة التاريخية العريقة التى دمرت الحرب معظم منشآتها الصحية ومرافق إمدادات المياه النقية فيها.
 
كما حذرت المنظمة فى وقت سابق من أن ندرة مياه الشرب ساهمت فى زيادة حالات آلام شديدة فى البطن بشكل كبير، وخصوصاً بين من تشردوا من منازلهم فى وسط اليمن، وكانت المنظمة العالمية قد ناشدت الشهر الماضى المجتمع الدولى توفير دعم عاجل للحيلولة دون انتشار وباء الكوليرا فى اليمن، وقالت: إن خطة مكافحة الكوليرا تتطلب توفير 22.35 مليون دولار لمجموعتى الصحية والمياه، منها 16.6 مليون دولار مطلوب توفيرها عاجلاً، ولم يهتم أحد ولم نسأل عن شىء، فقط نشاهد ما يحدث فى أرضنا المنكوبة بالحروب والمؤامرات من خلف شاشات التليفزيون ونضرب كفا بكف، ثم ننسى أو نتجاهل. التقارير الإخبارية تفيد بأن أكثر من 7.6 مليون شخص يعيشون فى مناطق متأثرة بمرض الكوليرا، كما أن أكثر من 3 ملايين نازح معرضين تعرضاً خاصاً لخطر الإصابة بالمرض اللعين، كما أن الظروف الصحية للسكان تفاقمت نتيجة نقص الغذاء وازدياد حالات سوء التغذية وانعدام فرص الحصول على خدمات صحية ملائمة. وأكدت منظمة الصحة العالمية أنه فى حال لم يُستجب للوباء سريعاً، فمن المحتمل أن ترتفع حالات الكوليرا إلى  أكثر من 76,000 حالة إضافية فى 15 محافظة.
 
موعود اليمن بالنكبات المتتالية، وموعودون نحن بالهم والإحساس بالعجز، العالم العربى به مؤسسات كثيرة يمكنها المساعدة وبها رجال أعمال يمكن لواحد فقط منهم أن ينهى هذه الأزمة اللاإنسانية، لقد يأسنا من قولنا أوقفوا الحرب، أيها القاسية قلوبهم، الشعوب الفقيرة لا تملك ثمن ما تدفعونها إليه من دمار سوى وجودها نفسها، دعكم من ترامب وجنونه ونسائه وانتبهوا لطفل يمنى أصيب بالكوليرا بسبب نقص المياه.. انتبهوا أثابكم الله.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة