حذر الأكاديمى والفيلسوف وعالم اللغويات الأمريكي الشهير نعوم تشومسكي من أن الحزب الجهورى، بعد انتخاب دونالد ترامب لمنصب رئاسة الولايات المتحدة، أصبح من أخطر المنظمات فى تاريخ العالم.
وفى حوار مع مؤسسة "Truthout" الصحفية الأمريكية، قال عالم اللغويات الشهير إن يوم الثامن من نوفمبر العام الحالى، تاريخ "غير عادى" حيث أعلنت فيه المنظمة العالمية للأرصاد الجوية في المؤتمر الدولى حول التغيير المناخى الذى عقد فى المغرب عن تقرير أشار إلى أن السنوات الخمسة الماضية سجلت أعلى ارتفاع لدرجات الحرارة كما ارتفع منسوب مياه البحر ولكن لم يكن من المتوقع ذوبان الجليد بشكل سريع وغيرها من الآثار الناجمة عن التغيير المناخى.
وتابع تشومسكى أنه فى نفس اليوم أيضا، أعطت الانتخابات الأمريكية للجمهوريين الاستحواذ الكامل على الحكومة الأمريكية سواء كان هيئات تنفيذية، والكونجرس والمحكمة العليا.. وهذا يعنى أنهم أصبحوا "أخطر منظمة فى تاريخ العالم"، موضحًا أن سبب هذا الخطر يكمن فى الرئيس المنتخب وغيره من الشخصيات القيادية المنكرة لقضية التغير المناخى، إذ أن ترامب عين ميرون إيبل المناهض للتغيير المناخى فى وكالة حماية البيئة، كما قام بتعيين الملياردير وقطب الطاقة هارولد هام مستشارا له فى الملف الطاقة فى فريق الفترة الانتقالية المعنى بتشكيل الحكومة القادمة للولايات المتحدة.
وتابع تشومسكى أن مرشحى الحزب الجمهورى خلال الانتخابات الأولية للانتخابات الرئاسية أظهروا مدى تجاهلهم بما يحدث الآن كما أن الجمهورى جيب بوش اعترف أنهم لا يستطيعون فعل أى شئ لانهم ينتجون كميات كثيرة من الغاز الطبيعى كما أن جون كاسيش قد قال "إننا سنستمر بحرق الفحم فى أوهايو ولن نعتذر عن ذلك".
واستطرد تشومسكى: "المرشح الفائز- الرئيس المنتخب حاليا- يدعو إلى الزيادة السريعة فى استخدام الوقود الحفرى وبما فى ذلك الفحم؛ ضاربا بعرض الحائط اللوائح، ورافضا مساعدة الدول النامية التى تسعى إلى الانتقال إلى استخدام الطاقة المستدامة، وبشكل أعم متجها إلى الهاوية بأسرع وسيلة ممكنة".
وأضاف أن بعد هذه التصريحات شهدت، أسواق المال ولا سيما أسهم شركات الطاقة ارتفاعا فى البورصات، وبما فى ذلك شركة "بيبدي انرجي" أكبر شركات الفحم التى أشهرت إفلاسها، إذ ارتفعت أسهمها لـ 50% مرة أخرى بعد فوز ترامب."
وقال تشومسكى: "لقد بدأ الشعور بآثار الإنكار الجمهورى، فقد كانت هناك آمال فى أن يؤدى اتفاق باريس حول التغيير المناخى إلى معاهدة يمكن تحققها، ولكن هذه الأفكار تم استبعادها لأن التجمع الجمهورى لن يقبل بأى تعهدات ملزمة على لذلك لذا الذى ظهر هو اتفاق تطوعى من الواضح أنه أضعف"، ونتيجة هذه الكارثة ـ على حد قول تشومسكى ـ فإن عشرات الملايين من سكان بنجلادش معرضون لخسارة منازلهم فى حالة ارتفاع منسوب مياه البحر على مدى العقود القادمة، "فهذه الآثار الكارثية يمكنها وحدها أن تزيد ليس فقط فى بنجلادش، بل أيضا فى جميع أنحاء جنوب قارة آسيا فى الوقت الذى لا تتهاون أو تتسامح درجات الحرارة مع الفقراء".
وتابع تشومسكى أنه بالفعل، حوالى 300 مليون شخص يعانون نقص مياه الشرب كما أن الآثار ستصل إلى أبعد من ذلك، ومن ثم فإن يحق لهؤلاء المهاجرين المتضريين أن يذهبوا إلى الدول المتسببة فى زيادة الانبعاث الحرارى كالولايات المتحدة.
وذكرت صحيفة الإندبندنت البريطانية اليوم أن ترامب كان قد تعهد بإلغاء تصديق الولايات المتحدة على اتفاقية باريس حول التغيير المناخى والتى تهدف إلى الحيلولة دون ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية عن 2 درجة مئوية، وكان الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما أثنى على هذا الاتفاق قائلا هذه هى اللحظة التى اتفقنا فيها على إنقاذ كوكبنا".
وقال تشومسكى إن هناك عوامل ساعدت فى فوز ترامب، وفقا للدراسات المقارنة، تشير إلى أن مذاهب تفوق البيض كان لها قبضة إحكام أقوى على الثقافة الأمريكية عما كانت عليه فى جنوب أفريقيا، مضيفا أن عدد السكان البيض آخذة فى الانخفاض، فعلى العقد أو العقدين القادمين من المتوقع أن يشكل البيض أقلية فى القوة العاملة.
ومن أحد الصعوبات التى تثير القلق العام حول مخاطر التغيير الماخى هو أن 40% من السكان الأمريكيين لا يرون أن التغيير المناخى يشكل مشكلة، وفقا لتشومسكى الذى نوه إلى أن طبقة الأغنياء هى المستفادة من فوز ترامب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة