أكرم القصاص - علا الشافعي

يوسف أيوب

هل يغير ترامب خريطة التحالفات فى العالم؟ «2»

الثلاثاء، 15 نوفمبر 2016 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التحدى الأكبر الذى يواجه الرئيس الأمريكى الجديد، دونالد ترامب، فى الشرق الأوسط، هو الوضع فى سوريا، فتصريحات ترامب خلال حملته الانتخابية كانت تشير كلها إلى تقاربه من الموقف الروسى، وأن همه الأساسى هو محاربة الإرهاب، حتى وإن كانت النتيجة هو بقاء نظام بشار الأسد، الذى يعتبره ترامب «رجلا سيئا، لكنه يجيد قتل الإرهابيين، إننى لست معجبا بالأسد على الإطلاق، لكن الأسد يقتل داعش».
 
إذن المعركة الأساسية لترامب فى سوريا ستكون محاربة الإرهاب، خاصة إذا ما رجعنا إلى تصريحاته الأخيرة لصحيفة «وول ستريت جورنال»، التى قال فيها إن «أمريكا لا تدرى من هم الثوار السوريون الذين تؤيدهم الولايات المتحدة، ومن الضرورى تأييد كل جبهة تعمل على مكافحة الإرهاب»، مع الإشارة إلى أنه من أهم مؤيدى من يكافح تنظيم داعش الذى يريد العالم بأسره أن يتخلص منه، وأنه يقف ضد محاربة السلطة السورية، حيث قال «إذا اعتدت الولايات المتحدة على الأسد فسوف يؤدى هذا إلى الصراع مع روسيا».
 
إذن نحن أمام استراتيجية جديدة تتناقض كليًا مع الموقف الحالى لإدارة باراك أوباما، التى لا تزال تعمل بكل الطرق لإزاحة الأسد، وآخرها ما كشفت عنه وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» بالتعاقد مع  مؤسسة استخبارات خاصة «للعمل لحسابها بشكل سرى فى داخل سوريا مقابل 30 مليون دولار أمريكى، وهذه المؤسسة اسمها Intelligence Solutions  ويقع مقرها فى ماكلين بولاية فيرجينيا الأمريكية، وهى مؤسسة تعمل على تقديم الحلول المخابراتية والأمن والقياسات البايومترية للمضاهاة للمشتبه فيهم، ووفقًا لما نشر عن هذه المؤسسة فإنها مشروع تابع لمؤسسةCACI International Inc.، إحدى كبريات مؤسسات خدمات الأمن والدفاع والاستخبارات الكبرى فى الولايات المتحدة الأمريكية، وكانت قد اشترت Six3 فى العام 2013 مقابل 820 مليون دولار أمريكى فى صفقة اعتبرت هى الأكبر فى تاريخ المؤسسة التى تأسست منذ خمسين عاما».
 
تعاقد البنتاجون مع هذه المؤسسة يدخل ضمن الخطة الأمريكية للحصول على ما تريده واشنطن من معلومات حول حجم تحركات الجيش السورى، والعناصر الإيرانية والتابعة لحزب الله التى تقاتل بجانب الجيش النظام السورى، فضلًا عن الوجود العسكرى الروسى، الذى يقلق الإدارة الأمريكية، وكل ذلك يبدو أنه يأتى فى إطار تحضيرات أمريكية للتعامل عسكريًا مع سوريا، وهو ما يتناقض مع عقيدة ترامب الذى سيتولى الرئاسة الأمريكية رسميًا فى 20 يناير 2017، وهو ما يشير إلى حجم التحديات الداخلية التى ستواجه ترامب فى الملف السورى.
 
أمر آخر يمكن اعتباره تحديًا أمام ترامب فى هذا الملف، وهو موقف الحلفاء التقليدين للولايات المتحدة فى المنطقة، ممن كانوا ينتظرون تدخلًا عسكريًا أمريكيًا فى سوريا، أو على الأقل تصمت واشنطن عن رفض أى تدخل عسكرى كما فعلت حينما اجتاحت القوات التركية الأراضى السورية قبل عدة أشهر، لكن هذا الوضع سيتغير تمامًا فى ظل وجود ترامب، فالموقف الأمريكى الجديد يثير حاليًا قلق حلفاء واشنطن ممن بدأوا فى البحث عن بدائل للغطاء الأمريكى، أو على الأقل عن طريقة يدخلون بها إلى الإدارة الجديدة فى البيت الأبيض لعلهم يستطيعون إقناعها بأهمية استمرار الاستراتيجية الحالية لإدارة أوباما، والتى توفر الحماية والغطاء لتحركات المعارضة السورية المسلحة المدعومة من دول إقليمية، وعلى رأسها تركيا والسعودية وقطر، فى مواجهة قوات النظام السورى.
 
الوضع فى سوريا يعد من أهم التحديات التى تواجه إدارة ترامب خارجيًا، لأن موقفه المعلن من الأزمة سيسبب له مشاكل داخلية مع الأجهزة الأمنية الأمريكية ووزارة الدفاع، كما أنه سيحدث شقاقًا بينه وبين حلفاء الولايات المتحدة فى المنطقة، لكنه فى نفس الوقت سيسمح له بفتح حوار جديد مع قوى كانت تناصر الولايات المتحدة العداء مثل روسيا وإيران، كما أنه سيمهد لأرضية جديدة للولايات المتحدة فى المنطقة .









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة