هناك فارق شاسع بين من يعشقون الحياة والذين يعشقون الموت
مشهدان معبران عن حالة المصريين، وماذا يريدون، الأول يوم الجمعة الماضى 11/ 11، عندما خلت الشوارع والميادين من المارة فى جميع المحافظات، وامتلأت الملاهى، والثانى أمس الأول الأحد 13/11، حين امتلأ استاد برج العرب بأكثر من 80 ألف مصرى لمشاهدة وتشجيع المنتخب الوطنى المصرى لكرة القدم، أمام نظيره الغانى فى واحدة من المباريات المهمة فى تصفيات كأس العالم، التى ستقام النهائيات فى روسيا، بجانب متابعة الملايين فى الكفور والنجوع والقرى فى جميع المحافظات أمام «شاشة مصرية غير مشفرة» لمتابعة المبارة، وحقق فيها المنتخب فوزا ثمينا بهدفين دون رد.
ثم خروج المصريين فى الشوارع والميادين للاحتفال بهذا النصر المهم وفى هذا التوقيت، ليعيدوا الأذهان ذكريات بطولة الأمم الأفريقية التى أقيمت فى مصر عام 2006، وشكل وروعة الجمهور فى المدرجات والشوارع، وتعانق أغانى كل من المطربة شادية يا «حبيبتى يا مصر» مع أغنية المطربة ياسمين الخيام «المصريين أهم»، ليشكلوا «تابلوه رائع ومبهج».
المشهدان يدللان على أن المصريين يريدون الحياة والأمن والاستقرار، والبهجة فى الملاعب والسينما والمسرح، وفى المتنزهات والمصايف من الساحل الشمالى والغردقة وشرم الشيخ والعين السخنة، وغيرها من المصايف والمتنزهات، وجماعة الإخوان الإرهابية والنشطاء، الذين يعشقون الموت والتدمير وإثارة الفوضى، فى الملاعب والشوارع والميادين.
نعم، الإخوان والنشطاء حولوا استادات بورسعيد والدفاع الجوى إلى مقابر وسرادق لتلقى العزاء، وأشاعوا الحزن والاكتئاب واليأس والإحباط للمصريين، وصدروا للخارج صورة قاتمة وسيئة عن الوضع الأمنى فى مصر، وحالة عدم الاستقرار، وتسييس الرياضة، وإحراج مؤسسات الدولة.
والمصريون يعيشون منذ يوم الجمعة 11/11 حالة من الأمل فى المستقبل، والتوحد فى الصفوف، وإعلاء شأن مصلحة الوطن فوق أى اعتبار، ونضج سياسى مدهش، بعد السنوات الست العجاف، التى تلت ثورة 25 يناير، تكشفت خلالها حقائق مذهلة، وسقطت شخصيات وجماعات وحركات ونخب فى مستنقع الخيانة والمؤامرة، مثل تساقط أوراق الشجر فى الترع والمستنقعات فى فصل الخريف.
وتأكد المصريون بالأدلة القاطعة والتجربة العملية أن جماعة الإخوان والحركات الفوضوية واتحاد ملاك يناير، والنشطاء، أخطر على مصر واستقرارها من الأعداء، ويصنعون من الوهم، سيرة ذاتية عظيمة الأثر، ويروجون لها على أنها حقائق لا يقترب منها الباطل، بجانب تدشين كل أنواع السفالة فى شكل سباب وشتائم ومصطلحات وقحة وحقيرة، تتصادم مع كل القيم الأخلاقية.
هؤلاء الخونة يستيقظون مبكرا لتأدية صلاة الفجر، ثم يدخلون فى خلوة، يتصاعد فيها دخان «البخور»، لتأدية طقس الدعاء اليومى، بانهيار مصر وسقوطها وفشلها، وإقامة الأفراح وليالى الملاح فى حالة تعرض البلاد لكارثة طبيعية، أو حتى من صنع البشر، ويقيمون سرادق العزاء، وحفلات المآسى، حزنا وألما لو أحرزت مصر نصرا أو تقدما، حتى ولو كان فى كرة القدم، وكأن مصر بلد عدو لهم، وليس وطنا يعيشون فيه ويبحثون بكل قوة للسيطرة على قصور السلطة فيه.
مصر عادت تفرح، وتبتهج، وتعانق الأمل والتفاؤل بكل قوة، وتركل الحزن والكآبة والإحباط واليأس بأقدامها بكل قوة.
نتمنى أن تستمر حالة الفرحة التى يعيشها المصريين منذ 11/11 وحتى كتابة هذه السطور.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة