أكرم القصاص

جماهير عريضة فى «قنوات فكاهية»

الأربعاء، 16 نوفمبر 2016 07:01 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ليس أكثر إثارة للفكاهة من برامج قنوات تركيا وقطر إلا تنظيمات وهمية لمجموعات من الفارين تصدر بيانات نارية ساخنة عن نجاح فعاليات ومظاهرات لم يرها أحد، وتبدو البيانات مثل البرامج فكاهية أكثر منها جادة، مثل بيان يشكر فيه قيادات غير مرئيين جماهير غير مرئية شاركت فى مظاهرات حاشدة لم يرها أحد، وإذا كان هؤلاء الزعماء يقصدون الفكاهة والسخرية، يمكن تفهم موقفهم، لكن الواضح من البرامج والبيانات هو الجدية. 
 
ثم أن كثرة استعمال أكثر المصطلحات الثورية والسياسية سخونة، مثل الثورة الغضب والشعب والجماهير العريضة، والحشود المقلمة والثورية الطافحة، فى غير موضعها يفقدها قيمتها ومعناها، ثم أن من يستعملونها شخصيات سطحية، فضلا عن إدمان المشاهد المكررة، وحرص كل مذيع أو معلق على أن يكون لديه جديد حتى لو كان مجرد شائعات وأرقام مضروبة أو تحليلات تخلو من أى منطق.
 
ويتم كل هذا ضمن معادلة، أن الإعلاميين يقدمون «نمرتهم» باحتراف، والممولين يقبلون هذا على اعتباره أفضل المتاح، لكن تكرار الفقرات ونفس الوجوه، حولهم لفقرات كوميدية واللافت أن اقتصار برامح القنوات على الكوميديا، لفت نظر زملاء لهم سخروا منهم وأصبحوا يقلدون بعضهم، ويقدمون نفس الكلام ويضطرون للكذب والتلفيق، والنتيجة أنه حتى هذه الفقرات لم تعد صالحة لجذب الجمهور الذى كان يقبل على هذه الحركات كنوع من التغيير وأصبح يرى أمامه نفس الفقرة والوجوه يوميا، حتى لو كان كل منهم يحاول الظهور أكثر «تنطيطا وخفة دم»، حتى لو وصل لعمل عجين الفلاحة ونوم العازب، لكنهم طبعا فشلوا لثقل ظل أغلبهم. 
 
والمفارقة أنه فى ظل منافسة على الفكاهة، اعتادت تنظيمات الجماعة على إصدار بيانات لا تقل فكاهة، بيانات تتحدث عن الحشود المحتشدة توجه الشكر للملايين التى نزلت للشوارع من أجل تلبية نداء التنظيم العالمى «الاندماجى». ويجد الناس أنفسهم أمام حالات نفسية وعصبية أكثر منها حالة سياسية، فهم يعرفون أنهم يخدعون جمهورا غير موجود، وقنوات تمارس الكذب الفكاهى، وجماعة تائهة فى عالم الخيال. وكلهم يضحكون على بعضهم. إعلاميون يخدعون أنفسهم، وممولون بعضهم مغفل، والآخر يبحث عن أى دور، وبينهم سماسرة يحاولون التربح من كل هذا وعمل «سبوبة»، وكل هؤلاء يسعون لتحقيق أى مكسب باستخدام مصطلحات ثورية وحنجوريات ضخمة، والهدف اصطياد الأموال وإقناع الممولين.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة