أكرم القصاص

شائعات بين الحقيقة و«السرنجة»

الخميس، 17 نوفمبر 2016 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
خيط رفيع بين انتقاد الأخطاء، والرغبة فى استمرار الأخطاء لإثبات صحة وجهة نظر معينة. نقول هذا بمناسبة ما أعلنته الدكتورة منى مينا، وكيل نقابة الأطباء، عن وجود تعليمات من وزارة الصحة باستعمال السرنجة بالمستشفيات أكثر من مرة.. وأثارت الكثير من اللغط، وغطت على قضايا جادة ومهمة تتعلق بالدواء ونقصه.
 
ومن الطبيعى أن يثير مثل هذا الخبر رعبًا بين المرضى، خاصة فى ظل وجود مشكلات بالفعل فيما يتعلق بالدواء ونقص بعض الأنواع والمحاليل والمستلزمات. لكن تصريح إعادة استعمال السرنجات ضاعف من المخاوف، فى البداية شككت أن يكون التصريح محرفا، وراجعت الفيديو، الذى تحدثت فيه الدكتورة منى للزميل جابر القرموطى، وقالت إنها تلقت رسالة موبايل من طبيب، قال لها إن هناك تعليمات شفهية للمستشفيات باستعمال نصف المستلزمات، مثل المحاليل والسرنجات، وسألها جابر يعنى السرنجة تستعمل مرتين؟ قالت أيوة.. كل الجهات والأطباء نفوا هذا، وتوقعت أن تتراجع الدكتورة عن تصريحها. لكن لم يحدث..
 
الدكتورة منى مينا، وكيل النقابة، يمكنها التأكد من زملائها ومن الأطباء قبل أن تتحدث.. وأى تصريح لها لاشك سيكون تأثيره كبيرا.. وبالرغم من عدم منطقية التعليمات، واستحالتها، ونفى كثيرين، فقد تفاعلت لدى قطاعات مختلفة استنادًا للثقة فى المصدر، واضطرت وزارة الصحة لإصدار بيان تنفى فيه إصدار تعليمات شفهية أو تحريرية تطلب إعادة استعمال السرنجات.
 
طبعا هناك افتراض لحسن النية، خاصة أن الدكتورة منى كانت تتحدث فى قضية حيوية تتعلق بإنقاذ صناعة الدواء وضرورة توفيره فى المستشفيات، لكن الفرق واضح بين الرغبة فى مواجهة مشكلة، والاستسهال فى إصدار تصريحات تضاعف من رعب الناس. اللافت للنظر أن كثيرا من المواقع والقنوات بدأت تعلق على الخبر باعتباره حقيقة ليس من باب الإصلاحات وإنما من باب «الهيصة»، وكان يمكن للدكتورة منى مينا أن تسارع بتصحيح الأمر، لكنها لم تفعل.. واضطرت وزارة الصحة للنفى.
 
مثل هذا النوع من الشائعات، يثير علامات تعجب، وربما يكون أجدى أن تسارع نقابة الأطباء لعقد جلسات تحاول فيها مناقشة وطرح قضية نقص الدواء وارتفاع الأسعار، ووجود أطراف من تجار ومستوردى ومهربى الأدوية يمارسون نوعا من التجارة المحرمة فى سوق سوداء.
 
 يمكن لنقابة الأطباء والصيادلة، أن تلعب دورا تفاوضيا. مع العلم أن الأطراف المتحكمة فى تجارة الدواء أعضاء فى هذه النقابات.. وهناك تلاعب فى أسعار الدواء يستلزم تدخل الدولة لمواجهة مافيا تتحكم فى هذه الصناعة والتجارة.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة