العقل يقف كثيراً أمام اصطفاف فرقاء السياسة فى إسرائيل حول جيشهم.. عكس ما يحدث فى مصر
كتبت مقالاً منذ عام بالضبط، وتحديدا يوم 12 نوفمبر 2015، بعنوان «تدافع عن الشواذ وتهاجم الجيش.. تبقى حبيب بان كى مون وكفاءة..!!»
ورغم مرور عام على هذا المقال، فإن الوقائع، والأحداث الجارية، تؤكد ما جاء فى المقال، بل وزاد الأمر استفحالا، حيث تأكد بما لا يدع مجالا لأى شك، أن هناك أمرين لتحقيق الشهرة والنجومية والثراء السريع، الأول مهاجمة الجيش، وداعمى الدولة بكل أنواع الشتائم السافلة والسباب الوقح والمنحط على مواقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك وتويتر»، والثانى دعم الشواذ.
وقبل الخوض فى شرح التفاصيل، لابد من التأكيد على أن من حق أى إنسان أن يدافع عن أفكاره ومعتقداته بطريقة سلمية، وفى إطار القانون، حتى ولو من بين هذه الأفكار دعم ومساندة الشواذ، مع الوضع فى الاعتبار احترام كل إنسان معارضة ورفض هذه الأفكار المتعارضة والمتصادمة مع العقائد الدينية، والتقاليد، والمروءة، وخصال الرجال، بطريقة سلمية أيضا.
الخطير أن من نَصَبوا أنفسهم دعاة للحرية والديمقراطية، واعتلوا منابر النصح والرشاد ليخطبوا فى الناس، انكشفت حقيقتهم، وأنهم لا يعرفون للقيم الأخلاقية سبيلا، ولا لشرف الخصومة معنى، وإنما هم تجار شعارات، وعمالقة كلام، وأقزام أفعال، لم يقدموا لمصر شيئا، ولا ساهموا فى أى مشروع ولو بجنيه، ومع ذلك أخرجوا كل أنواع القبح من مخزونهم الداخلى، من كراهية مفرطة، للقوات المسلحة المصرية، وتسخيف وتسفيه والتشكيك فى دورها، بجانب تدشين كل أنواع السفالة والانحطاط وتشويه واغتيال سمعة الوطنيين الشرفاء.
وهنا العقل يقف كثيرا أمام اصطفاف وتلاحم فرقاء السياسة فى إسرائيل حول جيشهم، مهما كانت شدة الخصومة فيما بينهم، فى الوقت الذى يقف بعض الفرقاء السياسيين من حزبيين ونشطاء وثوريين وشخصيات عامة، وعدد من الإعلاميين الذين يحملون الجنسية المصرية، فى موقف العدو لجيش بلادهم مصر، مهما كانت المخططات التى تهدف لإسقاطه، وسط تشجيع ومساندة من المتآمرين.
وكلما هاجموا الجيش وروجوا لأكاذيب حوله، فإن القوى المتحكمة فى مفاتيح العالم، من أمريكا إلى فرنسا وألمانيا وبريطانيا، ومن خلفهم إسرائيل والأمم المتحدة، يتضامنون معهم ويساندونهم، ويحولون قضيتهم إلى قضية رأى عام دولى.
وكلما ساندوا ودعموا الشواذ، وروجوا لشعاراتهم على «فيس بوك» و«تويتر»، ذاع صيتهم وزادت نجوميتهم، وأصبحوا من بين زمرة المشاهير، وتحتفى به وسائل الإعلام الأجنبية.
والآن قلها بصوت زاعق، صارخ، مؤلم: نعم، نعيش زمنا، جنى ثمار النجاح والشهرة فيه، على أنقاض الأخلاق والاحترام والرجولة والمروءة، والوطنية، فدفاعك عن الشواذ والعمل على خيانة بلادك، يحقق لك الشهرة والمال، وتفتح لك الدول الكبرى أحضانها للجلوس فى فنادقها الشهيرة ومنتجعاتها الرائعة، وتجلس فى قصور حكمها.
نعم، هذا زمن المخنثين، والشواذ، والخونة، والناقمين، والكارهين، وأشباه الرجال الذين يخشاهم البعض. ولك الله يا مصر...!!!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة