قبل أشهر من الانتخابات الرئاسية لفرنسا، وأيام على الانتخابات التمهيدية للأحزاب، يواجه الرئيس الفرنسى السابق نيكولا ساركوزى موجة من الاضطرابات والقلق بشأن ما يتم تداوله عن الفساد الذى ارتكبه فى حملته الانتخابية عام 2007، واستخدام التمويل غير مشروع فى إنجاح حملته.
وبعد الاعترافات التى أقر بها رجل الأعمال الليبى زياد تقى الدين أمس الاربعاء تجددت الاتهامات المناهضة للرئيس الفرنسى السابق نيكولا ساركوزى، واتهامه بالمشاركة مع الزعيم الليبى الراحل معمر القذافى فى عمليات فساد وتمويل غير شرعى.
وتشهد الساحة الفرنسية الآن حالة من الصراع أحد أطرافها ساركوزى والآخر الرئيس الليبى الراحل معمر القذافى، الذى مول حملته بنحو 5 ملايين يورو، فعلى الرغم من نفى ساركوزى ووصف ما يتردد بالشائعات ومحاولات انتقامية منه، خرج رجل الأعمال الليبى زياد تقى الدين، الذى كان وسيطا بينه وبين القذافى، وهو من كان ينقل الأموال بين الطرفين "الليبى - الفرنسى"، وذلك بعد محاولات مكثفة فى فرنسا لفتح التحقيق فى تلك القضية، خاصة أن ساركوزى يعتزم خوض الانتخابات المقررة العام المقبل، على أمل الإطاحة بالرئيس الحالى فرانسوا هولاند بعد اقتراب ولايته الأولى على الانتهاء.
وفى مواجهته وتكذيبه، اعترف رجل الأعمال الليبى فى لقاء مصور أنه قام بتسليم ثلاث حقائب مملوءة بأوراق نقدية من الزعيم الليبى الراحل معمر القذافى إلى الرئيس الفرنسى السابق نيكولا ساركوزى وأحد مساعديه، كمساهمة فى تمويل حملته الانتخابية الضخمة التى دشنها فى 2007.
وأوضح زياد تقى الدين أنه نقل خمسة ملايين يورو فى تمويل غير مشروع من عبد الله السنوسى، رئيس جهاز مخابرات القذافى السابق، إلى ساركوزى ومدير حملته كلود جيان، وأشار إلى أنه سلم القضاة فى فرنسا، شهادة خطية منه فى 12 نوفمبر، يذكر فيها تفاصيل نقل الأموال النقدية، بين عامى 2006 و2007، ولقاءاته مع جيان وساركوزى، وأقر إنه ارتكب هذا الخطأ بالفعل "المساهمة فى تمويلات غير مشروعة".
وفسر تقى الدين عملية تسليم الأموال ولقائه بساركوزى عندما كان وزيراً للداخلية، وبمدير حملته الانتخابية، فقال إنه مر من المطار فى نوفمبر 2006 بشكل طبيعى للغاية مثل باقى المسافرين، ولم يتعرض لأى مساءلة من رجال الأمن والجمارك، وإنه حين خرج من المطار اتصل بمدير مكتب ساركوزى كلود جيان، الذى أعطاه موعدا على الفور والتقيا بالفعل فى مبنى وزارة الداخلية، حيث تمت عملية تسليم بعض الأموال ثم غادر مقر الداخلية، التى كان ساركوزى وزيرها فى ذلك الحين.
وتابع تقى الدين: "عدت بعد مرور بعض الوقت إلى ليبيا والتقيت عبد الله السنوسى الذى سلمنى يدا بيد حقيبة ثانية مماثلة للحقيبة الأولى، كانت تحتوى على مليونى يورو تقريبا، وبعد استلام الحقيبة توجهت إلى فرنسا مرة أخرى واتصلت بمدير مكتب ساركوزى الذى كان يتابع الأوضاع معى باستمرار عن طريق الهاتف، والتقيه من جديد فى مكتب جيان وسلمته الحقيبة من دون أن يقوم الأخير بفحصها، وهذه المرة رأيت ساركوزى الذى وجه لى التحية وقال إن اللقاء المقبل لابد أن يكون بيننا ودعانى إلى مكتبه".
واستطرد رجل الأعمال الليبى: "فى المرة الثالثة كان اللقاء مع ساركوزى مباشرة بالفعل، إلا أنه لم يستمر أكثر من 3 أو 4 دقائق".
وقرر تقى الدين الإفصاح حاليا وبعد مرور نحو 10 سنوات تقريبا عن هذا السر، لإثبات تورط ساركوزى، وعدم الإفلات من العدالة، وهى تعد ضربة قاسمة له فى مستهل الانتخابات، وبرر زياد تقى الدين تأخير تصريحه بأنه لابد أن يصبح الشعب الفرنسى واعى تماما لما سوف يكون أمامه فى الانتخابات الرئاسية، ولابد أن يعلمون مدى العار الذى يسببه ساركوزى لفرنسا، إنه أسوء مثال فى العالم، وحتى رجال المافيا أشرف منه وأكثر احتراما عنه، وأن الأمر حاليا مختلف تماما من حيث الأوضاع فى ليبيا وفرنسا، على الرغم من كونهما شريكين قويين فى مجال تبادل المعلومات وبعض المجالات الأمنية.
وأشار إنه تحدث أيضا لأنه سوف يخضع أمام القضاء أجل أم عاجل وفقا لما يحاول ساركوزى إقامته وهو رفع دعاوى ضده، فأكد أن هناك المزيد من الكوارث الذى سوف يفصح عنها أمام القضاء فى حال خضوعه أمامه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة