لو سألت نفسك: كيف يحب العالم الحديث أن يرى أفريقيا، وما الصورة المفضلة للقنوات الفضائية التى تسعى لاقتناصها؟ إنها صورة طفل يحمل بندقية آلية وفى طريقه للقتل، فقط عليكم متابعة أى تقرير تليفزيونى عن أزمات القارة السمراء فستعرفون أن أى خبر عن دولة أفريقية لن يبدأ أو ينتهى إلا بحكاية عن الحروب الأهلية والصراعات الداخلية المستمرة للأبد وعن الأطفال وقودها الدائم.
يمكن القول بأن أفريقيا موعودة بالحزن والهم والانقسام والجوع والتشرد، استغلها الاستعمار قديما ولايزال، وأبناؤها لا يحملون فكرا ولا قدرة ولا خطة لإنقاذها ولا يجيدون سوى صناعة الكثير من النزاعات والانقسامات أو الفرار منها إلى عالم آخر وينسونها، أفريقيا جراحها مفتوحة دائما لدرجة أن 200 طفل نيجيرى يواجهون الموت يوميًّا من الجوع، حسبما قالت منظمة أطباء بلا حدود التى أجرت مسحا أكد وفاة آلاف الأطفال فى نيجيريا، جراء الجوع والمرض، فى المناطق التى تشهد نشاطاً لجماعة «بوكو حرام»، بينما قال منسق الشؤون الإنسانية إن 75 ألف طفل نيجيرى سوف يموتون فى الشهرين المقبلين.
ما الذى تعنيه كلمة «العالم المتحضر» إذا كان الأطفال يموتون بكل هذه العشوائية، وبينما نحن مشغولون بملكات جمال العالم ومباريات كرة القدم وأجور اللاعبين التى تتجاوز ملايين الدولارات، يموت أطفال أفريقيا من الجوع والحاجة بفضل الجماعات الإرهابية والحكومات غير المهتمة والمنظمات الدولية العاجزة عن الوجود الفعلى فى هذه الأرض.
من القادر على إيقاف نزيف الموت فى قلب العالم، وكيف يمكن لمجموعة من الدمويين والقتلة وفاقدى الإنسانية أن يعملوا على إبادة شعب من أقدم شعوب الدنيا، وكيف لبلد فى حجم نيجيريا تعجز عن مواجهة هذا الضياع الذى يقابلها يوميا؟ تتذكرون بالطبع اختطاف جماعة بوكو حرام لـ276 فتاة من مدرسة فى سنة 2014 ولا أحد يعلم عنهن شيئا حتى الآن، وتشاهدون كم الفيديوهات المنشورة حول عمليات الإعدام التى ينظمها التنظيم الإرهابى فى المدنيين بشكل مستمر.
وجماعة بوكو حرام الإرهابية لها قرابة السنوات السبع تقتل وتخطف وتدمر وتهدد حياة 14 مليون شخض وعندما تنتهى من نيجيريا سوف تحطم الحدود وتخرج لتنتشر فى كل البلدان المحيطة بها، كما أنها تتآلف مع الإرهابيين الآخرين فى داعش الذين لا يتورعون فى التحالف مع الشيطان نفسه للوصول لأهدافهم التدميرية فى كل العالم.
على الجميع أن يسعوا لمساعدة الأطفال وأهاليهم فى نيجيريا قبل أن تحدث الكارثة، لأنها لو حدثت فإن بقع الدم ستنتشر لتلوث كل شىء فى حياتنا ولن نكون قادرين على النجاة من الإثم، أما الجماعات الإرهابية فسوف تسعى إلينا أينما كنا وتقتلنا جوعا مثلما يحدث الآن مع أطفال نيجيريا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة